قبل يومين فقط خرجت أنا وزميلة لي من مركز الترشح التابع إلى المحافظة الشمالية عند حوالي الساعة 11:30 ليلاً، وركبنا السيارة، متجهتين إلى مقر الصحيفة لنتابع الانتخابات، فتفاجأنا بوجود شاب بحريني كشفت ملامح وجهه عن صغر سنه يتمشى مع آخر في الجهة المقابلة لمركز الترشح، إذ كان يمشي مترنحًا وهو يحمل قنينة خمر في يده يشربه أمام الملأ!
ولا أعرف هل كان من حسن حظي أم من سوئه أن أكون في ذلك الوقت منشغلة بمكالمة هاتفية مع إحدى المترشحات، التي كانت تخبرني عن تراجعها عن الترشح للانتخابات النيابية. لكن حتى المكالمة نفسها لم تمنعني من النظر إلى ذلك الشاب، وحاله البائسة، فبقينا أنا وزميلتي ننظر إليه من خلال نافذة السيارة، وتفاجأنا بجرأة الشاب التي سمحت له أن يمشي أمام الناس وفي شهر الله الفضيل، وفي يده تلك القنينة، ماشيًا من دون أن يكترث بوجود دورية الشرطة التي كانت تتجول بالقرب من مركز الترشح. من اعتاد على رؤية تلك المشاهد في الأماكن المخصصة لها، لن يستغرب منها، إلا أنه بالتأكيد سيستغرب من تكرارها في أماكن عامة أوقرب مركز انتخابات. للأسف هذا ما وصل إليه حال البعض، ما يثير أسئلة كثيرة، أهمها أين الجهات المسئولة عن مراقبة هؤلاء الذين لم يراعوا حرمة شهر رمضان، ولم ينتظروا حتى أن ينتهي الشهر؟
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 1504 - الأربعاء 18 أكتوبر 2006م الموافق 25 رمضان 1427هـ