العدد 1501 - الأحد 15 أكتوبر 2006م الموافق 22 رمضان 1427هـ

«يو- تيوب» وإلا بلاش!

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

قبل بضعة أيام اشترت شركة غوغل موقع الفيديو يو - تيوب بقيمة 1.65 مليار دولار (يذكر أن غوغل ستستمر بتقديم خدمة الفيديو الخاصة بها, غوغل فيديو, من دون الجمع بين الخدمتين.) وعلى إثر هذا الخبر يجدر بنا أن نلقي نظرة سريعة على صرعة الدوت - كوم وتقلباتها في السنوات العشر الأخيرة, إذ برزت الكثير من نماذج العمل التي لم تكن موجودة من قبل. فبعض هذه النماذج (المعتمدة على الإنترنت كلياً في معظم الأحيان) بدت وكأنها لا تملك شيئاً من الصحة الاقتصادية على رغم الفائدة العملية والترفيهية التي توفرها. لكن بعض هذه الشركات أثبتت صحتها بعد فترة زمنية طويلة, والبعض الآخر لم تثبتها حتى اليوم.

مثلاً, كانت شركة أمازون من الأوائل التي قامت على تسهيل عملية شراء الكتب عندما أطلقها جيف بيزوس في العام 1995. لكن لم تكن مربحة إلا في العام 2002, عندما حققت أرباحاً نحو 5 ملايين دولار. اليوم أمازون هي أكثر من مجرد مكتبة على الإنترنت, فهي جامعة لمحلات أخرى مثل تويز - آر - إس وماركس أند سبنسر, وهي متفرعة عالمياً مع مواقع بعدة لغات. فتحولت من مجرد مكتبة إلى كتالوج حي يجعل من التبضع أمراً مبسطاً وآمناً. واليوم أرباح أمازون تتعدى الـ 300 مليون دولار سنوياً.

لكن ماذا عن يو - تيوب وأمثالها من الشركات التي تبدو وكأنها تنزف أموالاً أكثر مما تحصد؟ ثلاثة أمور أساسية قد تحصل:

1- أن تفلس الشركة وتباد من دون أن يذكرها أحد مرة أخرى (ذي - جلوب. كوم مثلاً).

2- أن تكتسب من قبل شركة أخرى أكبر (مثلاً يو - تيوب, هوتميل, وماي - سبيس. الكثير من تلك الشركات تملكها الآن أمثال غوغل, مايكروسوفت وفوكس).

3- أن تفلح في الاستفادة من عدد زوارها الهائل بعرض منفذ لبيع السلع والخدمات, خصوصاً الإعلانات (مثلاً غوغل وياهو, وحتى أمازون عبر توقيع العقود مع المحلات التجارية المعروفة لعرض منتوجاتها وبيعها عبر الموقع).

ويبدو الأمر في سيليكون فالي اليوم كما هو كان قبل 10 سنوات. فهو شيء من لعبة حظ, والكثير من التسويق المبهر والعجيب. ويبدو قبل أن تتعرف القيمة الاقتصادية الحقيقية ونماذج الدخل, عليك أن تكسب الزوار (أو زبائن المستقبل كما يحب المستثمرون أن يقولوا) وإذا حالفك الحظ, فقد توفق في بيع الشركة لمن يجد فيها مصلحة ضمن نموذجه العملي.

وهناك عدد لا يحصى من الشركات والمواقع التي تصمم لاقتناء أكبر عدد من الزوار. وفي فترة قبل أن تباع, أو تنكسر أو تفلح في إيجاد نموذج دخل, قد نرى مديري الشركة يستخدمون التعبير المعترف عليه اليوم. وهو أن الموقع يجذب الكثير من الناس, ولابد أن يكون في هذا قيمة اقتصادية لمن يمكنه التعرف إليها. فقد تكون القيمة عبر بيع الإعلانات, أو غيرها من منافذ الدخل

العدد 1501 - الأحد 15 أكتوبر 2006م الموافق 22 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً