(1)
كأن بيننا وبين الفرح عداء
من يبالغ بإظهار هذا الفرح «تقل هيبته»!
وإذا ضحكنا كثيرا من قلوبنا، التفتنا بريبة، وقلنا لبعضنا: «الله يستر من تالي هـالضحكات»... فمن يتجهم أكثر، يمتلك قيمة أكبر!
وعندما نلجأ لتراثنا بحثاً عن قول مأثور يساند الفرح، نردد: «ساعة لـربك وساعة لقلبك» فيربكنا الشيطان عندما يذكرنا أن «ساعة القلب» تلك ضد «ساعة الرب» وأنها أتت نقيضة لها... فنتجهم أكثر!
وننسى أن «الابتسامة في وجه أخيك صدقة».
(2)
كل هؤلاء الواقفين في اليسار، لا يجدون شيئا طيبا في اليمين
وكل هؤلاء الواقفين في اليمين، لا يجدون شيئا جيدا في اليسار
كلاهما متطرف، ومتعصب لما يؤمن به.
فنفس التربة التي أنبتت متطرفي اليمين هي التي تنبت متطرفي اليسار... وما أجهل الاتباع والمعجبين!
تعالوا، واستمعوا لشاعر شعبي بسيط جدا، لم يقرأ نصف الكتب التي
قرأتموها، ولكنه أذكى، وأبهى، وأكثر تسامحا منكم، ليقول لكم:
الطـير بالـجنحان محلا رفيفه
وليا انكسر حدا الجناحين ما طار
«يمنى» بلا «يسرى» تراها ضعيفه
ورجلن بلا ربعن على الغبن صبار
على فكرة: هذا الشاعر الشعبي لم يتلق تعليمه في «هارفرد» ولا «جامعة الإمام»!
(3)
أسوأ الكُتاب، هذا الذي عندما يكتب، يقف على أطراف أصابعه «القارئ».
الكاتب العادي هو الذي يتأثر بالرأي العام ويتبعه
الكاتب الحقيقي هو الذي يؤثر بالرأي العام ويُتعبه!
كل «السلطات» التي تقيدك - عند الكتابة - سيئة...
أكثرها سوءا هي «سلطة القارئ».
تحرر من القارئ... يحترمك أكثر.
«نص»
جميل أن تجرؤ على قول «لا» عندما يجب أن تُقال الأجمل أن تجرؤ على قول «نعم» عندما يجب أن تُقال، من دون أن تهتم بردة فعل جماهير الـ «لا»‡
إقرأ أيضا لـ "محمد الرطيان"العدد 1499 - الجمعة 13 أكتوبر 2006م الموافق 20 رمضان 1427هـ