العدد 1494 - الأحد 08 أكتوبر 2006م الموافق 15 رمضان 1427هـ

معرفة الطيور... من أرجلها

حمد علي السليطي comments [at] alwasatnews.com

في إحدى الكليات المتخصصة في علم الطيور والأجنة والبيض ودراسة وتعلم أشكالها وأحجامها وأعمارها... كان هناك طالب نجيب (ذكي جداً) وهذا الطالب كان يعتقد بأنه متفوق على أقرانه الطلبة في هذه الكلية... اقترب موعد الامتحانات وبدأ هذا الطالب يذاكر بطريقة أكثر من شاقة وأكثر من مركزة , حتى حفظ غالبية أوراق الكراسة وأصبح جاهزاً لنيل أعلى الدرجات...

في اليوم الموعود حضر إلى قاعة الامتحان الدكتور المسئول عن المادة , وبدأ الهدوء التام والسكون يخيمان على القاعة ومن فيها... طالبنا (النابغة) جاهز للامتحان ومتحضر ومتحفز للإجابة على أي سؤال. جلس بهدوء ووضع أمامه كل ما يمكن أن يحتاجه (من أدوات) تساعده في تسطير ورقة الإجابة وتنظيمها وكتابة الأجوبة بكل دقة وحرفنة حتى ينال أعلى العلامات... الأستاذ المسئول عن المادة (الدكتور) وزع ورقة الأسئلة على الطلبة، وطالبنا المجتهد (النابغة) شاهد ورقة الأسئلة وصعق... رجع إلى الوراء قليلاً, ثم دنى إلى الأمام وهو يبلع ريقه...

كانت ورقة الأسئلة لا تحتوي على أي من المعلومات الكثيرة الموجودة في الكراسة والتي أكلها وبلعها وبصمها وحفظها عن ظهر قلب أخينا (العبقري)... وكل الذي موجود في الورقة هو رسوم (فقط) لأرجل كثيرة ومختلفة, وعلى الطلبة معرفة اسم ونوع الطائر الذي لديه هذه الأرجل... طالبنا النجيب فتح عينيه وتمحلق في الأرجل الكثيرة المرسومة على صفحة الأسئلة ولم يعرف كيف يجيب... هو درس وطحن نفسه في موضوع مهم وقوي وأصبح جاهزاً للإجابة على أصعب الأسئلة, والأستاذ المسئول عن المادة أعطاهم أسئلة (سخيفة) لا يمكن أن يجيب عليها أو يعرفها أحد إلا إن كان صدفة أو بضربة حظ... المعلومات المتوافرة في المادة دسمة والأسئلة ماسخة...

استشاط (عبقرينا) غيضاً وغضباً... لملم أغراضه وقام من مكانه وسلم ورقة الإجابة بيضاء إلى (دكتور المادة) وهو يسب ويلعن فيه... هل أنت دكتور وتفهم؟ هل أنت أستاذ يا تعبان؟ هل هذه أسئلة تعطيها لنا يا مغفل؟ هل سهرنا الليالي وتعبنا في المذاكرة لأجل أرجل طيور لانعرفها يا نكرة؟ هل وهل وهل... استشاط أستاذ المادة غضباً وصرخ عليه: والله لأعاقبنك على كلامك هذا وأجعلك تعيد الفصل, ثم تفحص الأستاذ في ورقة الإجابة فوجدها بيضاء ناصعة ولا يوجد فيها حتى اسم الطالب فصرخ عليه: تعال يا مخادع أعلمني عن اسمك حتى أعرف كيف أعاقبك... نظر (عبقرينا) إلى الدكتور, ثم رفع بنطلونه قليلاً وقال: اعرف اسمي من شكل قدمي...

هذه هي قصة واقعنا الصحافي البحريني للتعامل مع الأخبار والموضوعات... توجد لدينا الكثير من القصص الدسمة وأخبار الساعة (عن الطيور التي على أشكالها تقع) وعن الطيور التي هاجرت ثم رجعت ومعها سرب من أغراب الطيور... لدينا المعلومات الكاملة عن ماذا تأكل الطيور وكيف تطحن الأكل في بطونها وماهو الشيء الذي ترميه فضلات, وإن كان يصلح كسماد أم لا... تعلمنا وذاكرنا وحفظنا كل حركة من حركات الطيور، وقوفها وكم من الوقت تقف وطيرانها وكم السرعة والإرتفاع ونومها وكيف تنام وكم تستغرق... جهزنا أنفسنا ولكن ليس للأرجل...

نحن الذين ذاكرنا جيداً وحفظنا دروس الحياة... يأتينا أستاذ المادة ويخفى الطيور عنا، ومن ثم يريدنا أن نتعرف على نوعية كل طير فيها من شكل قدمه، كيف يعني؟... كيف نتمكن من نقل الصورة الصحيحة للقراء الكرام عن كل ما يدور في البلد إذا كانت الصورة الحقيقية مخفية بطريقة متعمدة والظاهر هو فقط الأرجل؟ هذا نوع من أنواع التخفية والتمويه والتستر والتعتيم... وطريقته سهلة جداً ولا تحتاج إلى دراسة وافية وهي أننا كلما يكتشف أحد من الطيور الذين أتينا بهم (للدغلباز) نقيم عليه دعوى، ومن بعدها نستصدر أمراً يمنع بموجبه الحديث أو الكلام أو نشر الأخبار أو التحليل أو التعرف أو التعرض لهذا المدعو (طير دغلبازي)...

بأمر ما لايمكن أن يعرف القاريء غير أرجل الطير فقط ويحزر... هو مين؟

إقرأ أيضا لـ "حمد علي السليطي"

العدد 1494 - الأحد 08 أكتوبر 2006م الموافق 15 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً