في إحدى الليالي الرمضانية التي بعدها عطلة اسبوعية... الويكند... قررت أنا وبعض من الأصحاب أن نقوم بزيارة تسوق... شوبنغ... إلى المملكة العربية السعودية (الشقيقة)... ابتدأ العذاب والغربال من قبل أن نصل إلى بوابة الدخول إلى الجسر... الله يهداهم السيارات كانوا متراصين بشكل غير منسق... وذي على ذي... للتسابق وصولاً إلى النوافذ المخصصة لتأمين السيارات البحرينية المغادرة... انتظرنا نحو نصف ساعة حتى أتى دورنا وسرنا على بركة الله...
باقي الإجراءات على الجسر هي معروفة للجميع... أنهيناها وواصلنا سيرنا حتى عبرنا إلى المملكة العربية السعودية... عندما وصلنا إلى إحدى المدن السعودية والقريبة جداً منا، اتجهنا مباشرة إلى أحد المجمعات التجارية الكبيرة والمعروفة لدى غالبية سكان البحرين... بسهولة وأنت خارج المبنى من الممكن أن تلاحظ بأن أعداد السيارات الواقفة (المبركنة) على أطراف الشوارع المحيطة للمجمع التجاري الضخم وفي الزرانيق المجاورة هي أضعاف مضاعفة لأعداد السيارات المحظوظة والتي حصلت لها على مواقف من ضمن أرض المجمع (مؤكد هم راكنين السيارات من الصبح قبل لايجي أحد) والثابت أن هذا المجمع الكبير ليس به مواقف سيارات تكفي حتى لربع سيارات الزوار، ونحن حالنا من حال الغير أوقفنا السيارة في أحد الزرانيق ونزلنا...
المجمع التجاري حديث وجديد، ومبناه تأسس على أحدث المواصفات العمرانية... ولكن يوجد فيه أفكار معفوسة (عويصة) لا أعرف كيف أدخلوها في المخ (العقل) وصدقوها... والمشكلة بانت وظهرت عندما أراد أحد الإخوان أن يستخدم الحمام (أعزكم الله) فذهبنا جميعاً إلى تلك المنطقة ودخلنا (فماذا وجدنا؟) بداية فإن مجمع الحمامات جميعه قذر جداً وتنبعث منه الروائح الكريهة بدرجة عالية ولا يمكن أن يتحملها إنسان، وهذا يدل على وساخة وإهمال الشركة (إذا كانت هناك شركة) المسئولة عن صيانة ومراقبة نظافة المجمع الضخم... ثانيا فإن الغريب هو أن الحمامات الموجودة في المجمع التجاري جميعها حمامات عربية، يعني أرضية ومالت لاول...
بل بل بل... حمامات أرضية... وفي مجمع تجاري كبير وجديد... من فكرته هذي؟... هذا السؤال خطر في بالي وطرحته وأنا أناقش أحد الأخوة السعوديين عندما التقيته في أحد المقاهي المنتشرة بكثرة في ذلك المجمع الحديث... يقول الأخ بأن بلادنا هي أرض العروبة وعلى هذا الأساس نحن نحاول استخدام كل ما هو عربي ونرفض الإفرنجي، والحمامات تقع تحت النظرية نفسها... يا أخي ويا حبيبي أنا لا أعرف من هو المغفل الذي أطلق تسميات إفرنجي وعربي على نوعين مختلفين من الحمامات، وهذا لا يعني بأن العربي مخترع ومصنوع في الدول العربية والآخر مخترع ويصنع في الدول العربية... لا يا يبة... هذي فقط تسميات ومالها أي دخل في العروبة...
ألحين من إللي عنده استطاعة (وعمر المراهقة) في استخدام حمامات عربية... وهي عبارة عن حفر تحت الأرض وموضوع عليها حوض (سنج) به حفرة صغيرة، وبجانبه مقبض موصول بسلسلة طويلة تصل حتى خزان الماء المثبت على قمة الرأس، وعند سحبه (للتنظيف) تخرج منه الأصوات (ويق ويق)... من هو الشخص الذي يتميز جسمه بالمرونة (التشاكليتية والعلوتشية) ويتمكن من التلوي والتفرر والتكسر ويستطيع أن يستخدم هذه النوعية المندثرة من الحمامات الحفرية...
أنا لا أفهم نوعية العقلية المتحجرة والتي لا تريد أن تعرف معاناة الآخرين... مجمع تجاري ضخم جداً، ويعتبر من أكبر وأحدث المجمعات التجارية في المنطقة الشرقية، ويتسوق فيه أنواع كثيرة ومختلفة من البشر... منهم الطفل والشاب والكبير في السن، ومنهم العاجز والذي لديه احتياجات خاصة والكفيف وإللي عنده دسك في فقرات الظهر، فكيف لهؤلاء أن يستخدموا حمامات أرضية وبها حفر؟... أصلاً هذا مجمع تجاري ومن المهم لأصحاب المجمع أن تكون الخدمات (المصاحبة) المقدمة للزبائن على مستوى عالى من النظافة ومريحة، وليست غرف حمامات عربية قديمة ووسخة إلى أبعد الحدود والماء الوسخ يغطي الأرضية وبها رائحة قوية تغطي المكان...
نوعية الحمامات الأرضية منتشرة بكثرة عندهم وخصوصاً على الخط المتجه إلى الأردن... فقط لأن اسمها عربية
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1492 - الجمعة 06 أكتوبر 2006م الموافق 13 رمضان 1427هـ