في مساء يوم الأحد... الأول من أمس... قام صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله بزيارة (رمضانية مسائية) إلى مجلس ابنه العزيز نائب رئيس الوزراء ووزير المواصلات صاحب السمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة... مجلس سمو الشيخ علي معروف عنه بأنه من أكبر المجالس الموجودة في مملكة البحرين حجماً، ومع ذلك فإنه ضاق بأعداد الزوار الذين أتوا من جميع مدن وقرى البحرين للسلام على طويل العمر.
صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر (الله يعطية الصحة والعافية وطول العمر) استغرق ساعة كاملة لكي يسير مسافة خمسين متراً فقط... وهي المسافة من مكان نزوله من السيارة وحتى مكان جلوسه في صدر المجلس... خلال هذه الساعة كان هناك الحشد الكبير من المواطنين الذين تهافتوا للسلام عليه، وهو يسلم ويبتسم ويتكلم معهم ويسأل عنهم فرداً فرداً... وعندما تفضل سموه بالجلوس لم يسع المجلس الكبير إلا لأقل من نصف الأعداد الموجودة وبقي النصف في الخارج.
ابتدأ (طويل العمر) بالحديث والسؤال عن أحوال الحاضرين الذين يعرف غالبيتهم بالاسم... الوحيد الذي لم يعرفه سمو رئيس الوزراء هو النائب جاسم عبدالعال لأن شكله كان متغيراً تماماً (نيو لوك) نحن جميعاً نعرفه وهو مرتدي البدلة ويحاجج في مجلس النواب ولكنه في تلك الليلة كان معتمراً اللباس العربي والغترة والعقال والبشت (وكأنه في مسلسل بداوي)... بعد السؤال عن الأحوال ابتدأ سمو الشيخ خليفة بالكلام عن ما يشعر به من حب وود تجاه جميع المواطنين البحرينيين والمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه (وهو كفؤ لها) في سبيل تسهيل سبل الحياة للمواطن العزيز، وإيجاد الطرق المتاحة للتيسير على الأسر البحرينية في العيش الكريم والمستقبل الأفضل.
لم تدم جلسة طويل العمر في المجلس طويلاً... وذلك لأنه أحس بأن الذي في قلبه من كلام (في مصلحة الوطن والمواطن) لابد وأن يسمعه ويحس به العدد الكبير من الحاضرين في المجلس... وهو يعرف بأن أعداداً كبيرة كانت تنتظره في الخارج... وكان طريق الخروج من المجلس والوصول للسيارة أصعب من الدخول، إذ استغرق وقتاً أكثر من ساعة... كان سموه يتحدث برحابة صدر وسعة أفق وإمكانات معرفية كبيرة جداً وهي تفوق ما قد يتصوره أكبر الموجودين.
تلفزيون البحرين كان حاضراً ومتمثلاً في روعة المبدع ومستشار الإبداع... الإبداع تجلى في صاحب الأخلاق الرفيعة (المبدع المتواضع) الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الشيخ خليفة بن عبدالله آل خليفة والذي عرف متى وأين يقف لسمو رئيس الوزراء، ومستشار الإبداع هو الإعلامي الناجح الأخ سامي هجرس... وطويل العمر تكلم في حب الوطن وحب المواطن... تكلم كلاماً والله غصب يدش العظم مو القلب بس... وياريت باقي الصحافة البحرينية كانت حاضرة وتسمع وتشوف المسئول الكبير الذي قلبه على البلد والمواطن عندما يتكلم من قلبه.
الكلام الرئيسي لسمو رئيس الوزراء... والذي يعتبر حكمة تعلق على حوائط وجدران جميع منازل ومجالس المملكة... هو أن مملكة البحرين قادرة على أن تقف وتسير وتصل إلى أعلى المراكز العالمية بسواعد أبنائها المواطنين المخلصين، وليس بمساعدة الدخلاء من الخبراء والمستشارين الأجانب المدسوسين (الجواسيس)... ونحن بلد يعرفنا الجميع بأننا نعمل ونكافح ونشتغل على المكشوف، وليس لدينا أسرار أو أشياء نخبئها عن أنظار الآخرين... نحن بلد يعيش وسط منظومة عربية وخليجية متكاملة، يحتاجون لنا ونحن نحتاج لهم أكثر، والذي بيننا هو المحبة والإخاء.
العدد الكبير من زوار مجلس سمو الشيخ علي استمتعوا بلقاء طويل العمر المحبوب... ولكن بقي بعض من الزوار الذين لم يتمكنوا من السلام وسماع الكلام... أهم واحد فيهم هو قائد كشافة البحرين السابق الأستاذ الكبير حسين شرفي كان حاضراً... وعندما حاول التقدم للسلام على سمو رئيس الوزراء لم يستطع لأن شخصاً كان خلفه ودايس على بشته فانمزع البشت كاملاً ومن منتصفه... تراجع الأستاذ حسين إلى الوراء، ولملم البقية الباقية من البشت وانصرف عائداً إلى خارج المجلس وهو حزين. خيرها في غيرها يا قائد الكشافة
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1488 - الإثنين 02 أكتوبر 2006م الموافق 09 رمضان 1427هـ