في الصفحة الأولى من صحيفة «الوسط» الصادرة بالأمس كان هناك العنوان الرئيسي... إلغاء التصويت الإلكتروني في انتخابات ... وفي الصفحة الأخيرة من الصحيفة نفسها كان هناك العمود اليومي لرئيس التحرير منصور الجمري ويقول في بدايته (سطوره الأولى) إنه لا يعتقد أن الجمعيات السبع التي قاطعت الاجتماع الذي عقد في صباح يوم السبت الأول من أمس مع رئيس الجهاز المركزي للمعلومات كانت السبب الرئيسي وراء القرار القاضي بإلغاء التصويت الإلكتروني.
رئيس تحرير صحيفة «الوسط» يقول إن الاجتماع الذي عقد في صباح الأول من أمس كان قد انفض مع إعلان نية الجهاز المركزي، ورئيسه (الذي هو وزير شئون مجلس الوزراء ورئيس جهاز ومسئول عن الخدمة المدنية) تدشين عملية التصويت الإلكتروني في الانتخابات النيابية والبلدية القادمة على رغم كل الشكوك والاعتراضات... ما يعني أن الذين عملوا الاجتماع استغلوا عدم حضور الرافضين للتصويت الإلكتروني (الجمعيات السياسية السبع) وثبتوا القرار الذي يرضيهم.
الذي حصل في يوم السبت هو أن الذين حضروا الاجتماع (التوعوي) هم فقط المنتسبون للجمعيات السياسية والدينية المحسوبة على بعض الناس وقد كان حضورهم لسببين رئيسيين... أولهما تقديم الدعم والولاء والتصفيق والدعاء لكل كلمة ستقال عن أمور «كمبيوترية» هم لا يعرفونها أبداً، وثانيهما (ربما) السؤال عن كمية الدعم المادي والذي عادة ما يأتي (بالخَش) أو من تحت ليه تحت (والانتخابات جريبة)... رئيس الجهاز المركزي للإحصاء (وموظفوه) كانوا متمسكين بالتصويت (الإ... لك... ترو... ني) والذي كان (سيعفس) كل الذي بنيناه ماضياً وحاضراً ومستقبلاً... وهم استغلوا «الوضع الصحيح» في عدم حضور الجمعيات السبع السياسية والرئيسية في البحرين، وتكلموا كثيراً عن التصويت (إللي ماينطره) وصفقوا له أكثر من الكثير.
عندما انفض الاجتماع (المذكور أعلاه) كانت كل الشواهد تقول إن التصويت الإلكتروني هو أمر ملزم وموجود في الانتخابات القادمة (لامحالة) إلا قلبي وشاهدي ... القد هاجمت التصويت الإلكتروني منذ أكثر من خمسة شهور مضت... وأسميته التصويت (الإ... لك... ترو... ني) ووزعت الكلمة ووضعت المعاني الصحيحة لكل حرف من أحرفها... لقد أسميته التصويت (الداخلش بي داخليش) بما يعني أن الأصوات تلعب فيه من تحت ليه تحت وبعيدة عن العين... ولم يرض قلبي (أبداً) بأن يقبل النتائج الأخيرة لاجتماع السبت.
صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم ملك مملكة البحرين حفظه الله لا يقبل أبداً بأن يتم تمرير قرار مصيري لشعب البحرين وغالبية الشعب لا ترضى به ولا تقبله... وكان جلالته قد قالها من قبل أمام رؤساء الجمعيات السياسية عندما تشرفوا بمقابلته... ولكن بعض الناس لم يعرفوا بأن الأمر الأول والأخير ليس راجعاً لهم بل هو راجع لأكبر منهم... ألا وهو ملكنا المحبوب.
في يوم السبت خرج المجتمعون وهم يؤكدون على قرار التصويت الإلكتروني... وعند الساعة التاسعة ليلاً مرر لجميع الصحف البحرينية القرار (المفرح) بإلغاء هذا النوع من التصويت الذي سينقل الأصوات من مترشح إلى آخر... ومن بعدها أبدا جميع من قرأ القرار (التصحيحي) صباحاً تعجبه... إلا أنا لم أتعجب... أنا لم أتعجب لأني كنت واثقاً من حكمة جلالة ملك البحرين المعظم ، وكنت أعرف بأنه لا يمكن أن يكتب لهذا النوع من التصويت النجاح.
الآن من الممكن أن نقول للتصويت (الإ... لك... ترو... ني) باي باي مع السلامة... وقد فرحنا جميعاً بقرار شطبه الذي هو صادر (بكل تأكيد) من ملك مملكة البحرين حفظه الله...
أنا فرحت، وصحيفة «الوسط» اليوم من قدها... لأنها هي الصحيفة الوحيدة التي تبنت موضوع إسقاطه... وهنيئاً لجميع المسئولين والعاملين في الصحيفة... ومبروك لجميع كتاب الأعمدة وأولهم (أنا) بالطبع... وإن شاء الله ستكون الانتخابات النيابية والبلدية القادمة حرة ونظيفة، وتكون المشاركة فيها على أعلى المستويات
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1487 - الأحد 01 أكتوبر 2006م الموافق 08 رمضان 1427هـ