بالأمس نشرت إحدى الصحف البحرينية كلاماً غريباً على العين ولا تصدقه الأذن ولا يمكن أن يدخل المخ... وشكله من الإعلانات المدفوعة الأجر... يقول الكلام إن سيدة سودانية (اسمها سارة عيسى) كانت قد نشرت رسالة اعتذار (على أهم موقع دولي للسودانيين) ومقدم إلى الشعب البحريني، عبرت فيها عن أسف واعتذار الأخوة والأخوات السودانيين والسودانيات الشرفاء والنبلاء لشعب البحرين لما قام به صلاح البندر (الأمين العام لمركز الخليج لتنمية الديمقراطية).
وتقول الأخت سارة أيضاً في رسالتها (التي لا نعرف إن كانت صحيحة وإلا عيارة) إن مملكة البحرين وضعت ثقتها في شخص غريب الأطوار (حتى في هيئته) ويبدو التصوف الشديد في لباسه وشكله... فهو يرتدي جلابية من الدمور الثقيل ، ويصفف شعره بطريقة الضفائر التي اشتهرت بها نساء السودان ويحيط رقبته بأحجية وتعاويذ غريبة (هذي كأنه وصف أبا الحصانية) وتقول إنه تمكن من اختراق المؤسسة الحاكمة في البحرين ونقل بعض أسرارها إلى الخارج... وآخر كلام الأخت (سارة) تقول إنه ليس من المستبعد أن يكون جاسوساً أجنبياً.
أولاً: نحن نقول إنه ليس من الواجب على أي مواطن سوداني أن يقدم الاعتذار للشعب البحريني لأنهم لم يخطئوا في حقنا أبداً ونحن لا نكن لهم إلا الحب والمودة، أما الذي من المفروض أن يقدم اعتذاراً لعموم الشعب البحريني فهو الشخص (الكبير) الذي جاء بهذا الساحر القدير (صاحب الكراكيش) وأعطاه وظيفة مستشار (إسترا... تيجي) وبراتب قدره ستة آلاف من الدنانير البحرينية وسلمه في يده (الخيط والمخيط) حتى يعيث فساداً في الأرض ويهدد العباد الآمنين.
ثانياً: موضوع أن (البندر) هو جاسوس لدولة أجنبية وقد تمكن من اختراق المؤسسة الحاكمة ونقل أسرارها للخارج... هذا موضوع فيه الكثير من الكلام والأسئلة التي لا يوجد لها إلا أجوبة مضحكة، فما الذي يوجد لدينا من أسرار عظيمة وتكون خافية على دولة عظمى مثل بريطانيا؟ الأسرار الوحيدة (الموجودة) هي عملية التربيط والتفتيت وزرع الفتن وتوزيع الرشاوي (على اليمين وعلى اليسار) وإذا كنا نحن نعرفها ونعرف متلقيها بالاسم فكيف بدولة عظمى إذن؟... واختراق المؤسسة الحاكمة هذا شيء نحن نعرفه أكثر من غيرنا وهو مستحيل ومستحيل ومستحيل.
هذه كلمة صريحة أحب أن يعرفها الجميع... وهي أن مملكة البحرين لم تضع ثقتها في صلاح البندر، وكل من يقول هذا الكلام هو لا يعرف أي شيء عن مملكة البحرين والنظام الحكومي فيها... والواقع أن الذي وضع ثقته في المدعو (البندر) هو شخص واحد لاغير وهذا الإنسان هو الذي من المفروض أن يتحمل جميع النتائج المترتبة على وضع الثقة فيمن لا يستاهلها (سواء كان جاسوساً أو جاموساً).
الذي جعل (الفار يلعب في عبي) ويقنعني بأن المكتوب في جريدة الأمس هو إعلان مدفوع عنه الأجر سلفاً وليس خبراً صحافياً هو أن هناك جمعية (تقول بأنها) تعنى بحقوق الإنسان البحريني، وهذه الجمعية (التي هي خاضعة للشخص نفسه الذي وظف البندر) هي التي أرسلت الإعلان وتكلمت في المكان نفسه وعبرت عن شكرها الجزيل للأخت (الوهمية) التي اسمها سارة عيسى... وإذا كنا جميعاً نعرف بأن رئيس الجمعية كان له تقرير (بخط يده) من ضمن التقارير الملحقة مع تقرير البندر... فأين الصدقية؟. هؤلاء هم المساكين الذين يريدون استغفال البحرينيين.
نحن وكأننا نؤذن في خرابة، وهم لا يسمعون أبداً عندما نقول: لا يعنينا إن كان صلاح البندر جاسوساً أو لا، فالذي يعنينا أن هناك شخصاً (أو أشخاص) اقتنعوا به وأعطوه وظيفة يسيل لها اللعاب، وإذا استمر هؤلاء الأشخاص في مناصبهم من الممكن أن يأتوا لنا بالعشرات من البنادر (هذا إن لم يكونوا موجودين حالياً) يعني نحن فقدنا ثقتنا فيهم... يعني ما نبيهم... عوع... عوع منهم... والإخوان كأنهم يتعلقون بالشبا، كل يوم وطالعين لنه بأعذار وهمية... ما شبعتوا؟
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1486 - السبت 30 سبتمبر 2006م الموافق 07 رمضان 1427هـ