ان أكثر ما يضايق المرء وخروجه عن طوره هو ذلك الغرور الذي يقفز ويطفح من وجوه بعض نجومنا الشباب في مختلف الألعاب الرياضية بمجرد أن ينال قسطا من النجومية ويقال فيه بعض (الإطراء) سواء من مدربيه أو الإعلاميين ممن يكتب فيه بعض السطور في صحافتنا (قصائد المدح)، وهنا نتساءل لماذا كل هذا الغرور؟
ومما لا شك فيه أن صفة الغرور صفة غير محمودة يبتلى بها من أصابه داء العظمة يرى نفسه في عالم آخر وكأنه ارتقى مرتقى عظيما، ونقيض الغرور التواضع وشتان بين رجل متواضع وآخر مغرور، إنني أضحك كثيرا وطويلا عندما أرى نجما صغيرا (خشمه) فوق ويصل الى السماء، ولا يعير أحدا اهتماما ولا يكلف نفسه عناء رد السلام، تلك العادة السيئة التي تقتل صاحبها لا بد أن تتصدر أحاديث مدربي الأندية الذين يلتقون بلاعبيهم الصغار يوميا ولابد أن يكثفوا جهودهم في تنبيههم من هذه العادة واتخاذ قرارات رادعة لمن ظلم نفسه بهذه العادة القبيحة التي اضحت بمثابة آفة تسهم في الحد من عطاء النجم ولا سيما أنه سيصل إلى مرحلة يعتقد فيها بأنه ملك الدنيا وما فيها وهذا هو الوهم بأم عينيه والذي يخلفه هذا الغرور، ومن هنا يكون السقوط من الأعلى.
نتمنى من نجومنا الصغار والشباب ألا يصلوا الى هذا الحد من الغرور وأن يدركوا أنهم مهما حققوا من انجازات ومهما ارتفعوا في سماء النجومية سيبقون حرفا صغيرا في دفتر النجومية الكبير.
«رحم الله امرئ عرف قدر نفسه»، هذا ما على نجومنا الشباب أن يدركوه، ونحن في شهر رمضان المبارك نقول «أصح يا نايم وحد الدايم»
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 1485 - الجمعة 29 سبتمبر 2006م الموافق 06 رمضان 1427هـ