العدد 1484 - الخميس 28 سبتمبر 2006م الموافق 05 رمضان 1427هـ

وداعاً يا ...

محمد سلمان mohd.salman [at] alwasatnews.com

هددت الحكومة الكردية الإقليمية في شمال العراق بالانفصال ما لم تسحب الحكومة العراقية مطالبها بأن يكون لها رأي في تطوير موارد النفط في مناطقها، وجاء ذلك في رد شديد اللهجة على تصريحات لوزير النفط العراقي حسين الشهرستاني.

ويأتي ذلك في فترة انتقالية صعبة يعيشها العراق، إذ تواجه بغداد حيرة بين فكرة الفيدرالية التي لا يعرف تأثيرها. فإما أن توحد العراق وإما أن تزيد الطين بل بأن تقسم العراق أكثر. فما لبث أن خرج العراق من حكم ظالم ضال مستبد حتى وقع في يد الأميركيين الذين ليس لهم هم سوى أن يستغلوا ثروات هذا البلد.

ومن المؤسف أن تكون الحكومة العراقية الحالية مؤيدة لهم، إذ أكد الرئيس العراقي جلال الطالباني الاثنين الماضي انه يريد وجودا عسكريا أميركيا طويل الأمد في العراق، وذلك في تأكيده أن بلاده ستحتاج إلى قاعدتين جويتين أميركيتين لمنع «التدخلات الأجنبية».

وهنا تتبادر في أذهاننا - بعد سماع مثل هذه التصريحات - أن العراق لا يريد أن يعيش كوطن حر، فهو يتعذر بالخوف من المحتل كي يبرر وجود الاحتلال في أرضه التي من المفترض ألا تدنسها يد غريبة.

ومن جانب آخر، تتواصل المجازر التي تحرق الأخضر واليابس، ولا تفرق بين الكهل والطفل، بين محتل ومواطن يسعى إلى بناء وطن يعيش أولاده فيه كرماء مرفوعي الرأس، من دون أن يمن عليهم أحد بتبرعات أو مساعدات. على أرض الواقع، يعيش العراق حرباً داخلية هي السرطان ذاته، تلتهم لقمة بلقمة ويدعه من دون حيلة أو وسيلة يؤول إليها في يوم حاجة أو عوز قد تلم به في يوم من الأيام. فإلى متى هذه الفرقة؟ وإلى متى هذا الشتات؟ ليس بيدنا إلا أن نحذر - فيما إذا استمرت الحال على ما هي عليه - من أن كل مواطن عراقي سيقول للوطن «الوداع يا من كنت وطناً»

إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"

العدد 1484 - الخميس 28 سبتمبر 2006م الموافق 05 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً