خلال الأسبوع الماضي بدأ في القاهرة الاجتماع التحضيري الافريقي لمنتدى حوكمة الانترنت المقرر أن تستضيفه العاصمة اليونانية أثينا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل وفقا لتوصيات القمة العالمية بشأن مجتمع المعلومات، والذي من المقرر أن يركز منتدى حوكمة الإنترنت بحسب الكلمة الافتتاحية في الاجتماع التحضيري لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري طارق كامل على أربعة موضوعات أساسية وهي الانفتاح وحرية التعبير، وتدفق المعلومات والأفكار، والمعرفة على شبكة الانترنت، والأمن المعلوماتى، وبناء الثقة في استخدام تطبيقات شبكة الانترنت عن طريق التعاون بين جميع الأطراف، والتنوع والتعددية اللغوية ووسائل إثراء المحتوى المحلي والإقليمي، وسبل الاتصال بالانترنت من حيث السياسات العامة التي تيسر وتعمل على خفض كلفه.

ومع البدء في الخطوات الأولى ودراسة حوكمة الإنترنت مازال هناك جدال كبير بشأن حوكمة الإنترنت إذ إن الكثير من دول العالم تنظر إلى شبكة الإنترنت على أنها ملكية عامة بصرف النظر عن هوية الشركة أو المؤسسة التي تمتلك وسائل ربط هذه الشبكة أو تلك التي تدبر أمورها، ومن هنا تطالب تلك الدول بإيجاد آلية جديدة تكفل أن تكون إدارة الإنترنت عملية مرتبطة باتفاقات ومواثيق دولية يتم الاتفاق على معاييرها بين جميع دول العالم دون تفرقة أو تمييز وهو طبعاً ما يرى البعض الآخر أنه يتجاهل بعض أوجه الواقع الاقتصادي العالمي الجديد ويتجاهل دور تلك الدول التي لعبت دوراً أساسياً في نشأة الإنترنت وتطويرها ويعمل على حبس وتقييد شبكة الإنترنت.

وتبقى الأسئلة تدور ما إذا كانت الخطوات المستقبلية لحوكمة الإنترنت تتمثل في إنشاء نظام عمل للانترنت يتم من خلاله امتلاك الشبكة العنكبوتية لمنظمة محايدة تكفل للنظام الانضباط، الشفافية، الاستقلالية، المسئولية، المساءلة، العدالة، أو يكون على هيئة مراقبة مستوى أداء القائمين على تقديم الخدمات المرتبطة بالشبكة العنكبوتية، وهل هناك إمكان في التنسيق بين البعد التكنولوجي والبعد الاقتصادي والقانوني وكذلك النواحي التنموية والاجتماعية والثقافية لشبكة الإنترنت في عملية حوكمة الإنترنت، وهل الحوكمة ستكون أداة تحد من حرية الأفراد والمؤسسات في التعاطي مع الشبكة الإلكترونية أم ستضمن لهم كامل حقوقهم الاجتماعية والثقافية والفكرية وكذلك الأمنية؟

وبعد كل هذا التفجر المعلوماتي الذي يعيشه المجتمع، هل سيأتي اليوم الذي تقف فيه شبكة الإنترنت في نقاط التفتيش كيما تبرز جواز سفرها بعدما كانت كالهواء لا تعرف الحدود الجغرافية ولا الأطر الإقليمية؟