لعل البعض منا يعتبر السلام واقعاً يومياً. فشوارعنا آمنة، وأطفالنا يذهبون إلى المدارس. وعندما يكون النسيج الاجتماعي قوياً، نكاد لا نلتفت إلى هبات السلام الثمينة.
لكن بالنسبة إلى عدد كبير للغاية من الناس في عالمنا اليوم، هذه الهبات هي بمثابة سراب. فهم يعيشون في ظل قيود تتمثل في جو من انعدام الأمن ومن الخوف. وهذا اليوم وُجد أساساً من أجلهم.
قبل خمسة وعشرين عاماً، أعلنت الجمعية العامة اليوم الدولي للسلام يوماً لوقف إطلاق النار ونبذ العنف على الصعيد العالمي. وما فتئت الأمم المتحدة تحتفل به منذ ذلك الحين. والمقصود منه حمل الناس ليس فقط على التفكير في السلام، بل على القيام بشيء ما بخصوصه.
بيد أنه في هذا اليوم كما في الأيام الـ 364 الأخرى في السنة، لايزال العنف يحصد أرواح الأبرياء. وشهدت الأسابيع القليلة الماضية حالات خطيرة لتصعيد الصراعات في أنحاء عدة من العالم.
إن الأمم المتحدة تعمل في سبيل السلام بطرق شتى. فنحن نبذل ما في وسعنا للحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء. وقد أحرزنا بعض التقدم.
فالدول تولي عناية أكبر للدبلوماسية الوقائية. ويحدث التغيير بفضل بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وبفضل جهودنا الرامية إلى دعم الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان. ويعمل فرادى المواطنين، رجالاً ونساءً، في كل المجتمعات، في سبيل تخفيف المعاناة، ومدّ جسور التواصل بين أتباع مختلف العقائد والثقافات.
لقد انخفض في الواقع عدد الحروب اليوم مقارنة بالعقود الماضية. لكن هذا العدد مازال مرتفعاً. فكل ضحية من ضحايا الصراعات هي بمثابة فشل يذكرنا بأنه لايزال يتحتم علينا القيام بالكثير.
فمن هذا المنطلق، أدعو الناس في كل مكان إلى أن يلتزموا الصمت لمدة دقيقة واحدة اليوم، باسم السلام. ولنتذكر ضحايا الحرب. وليتعهد كل منا بالقيام بالمزيد، كلما أمكننا أن نحدث التغيير، لتحقيق سلام دائم
العدد 1476 - الأربعاء 20 سبتمبر 2006م الموافق 26 شعبان 1427هـ