إن الإرهاب لايزال يشكل أكثر التهديدات خطورة على السلم والأمن الدوليين في عصرنا الحاضر. فخلال العقد الماضي أزهقت أرواح كثير من الضحايا الأبرياء في شتى أنحاء العالم، من أوروبا وآسيا وإفريقيا وصولا إلى الولايات المتحدة الأميركية، في ذلك اليوم المحزن، الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.
إن الامم المتحدة طوال ذلك الوقت ملتزمة في تعبئة جهودها لمحاربة هذه الآفة، ومجلس الأمن لايزال يلعب دورا نشطا في هذا التوجه، وخصوصا من خلال قراره 1373 وغيره من القرارات التي تعنى بالموضوع نفسه. واستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي التي اعتمدناها أعطت الجمعية العامة فرصة فريدة لإظهار التزامها بمكافحة الإرهاب.
ان موافقة 192 دولة عضوا على إصدار القرار المتعلق بـ «استراتيجية الامم المتحدة لمكافحة الارهاب على الصعيد العالمي»، مع خطة العمل المرفقة به تمثل شهادة مشتركة على أننا نحن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة سنواجه الإرهاب مواجهة مباشرة. ومن واجبنا أن ندين الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، ولا نتساهل على الإطلاق مع من يقترفه ومهما كانت أغراضه.
إن الجمعية العامة لعبت دورا حيويا في الماضي في صوغ عدد من الصكوك الدولية المهمة لمكافحة الإرهاب، وآمل أن تنضم الدول الأعضاء إلى هذه الصكوك وان تنفذها من دون تأخير.
ان استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي ستتمم إطار العمل القانوني للجمعية العامة من خلال توفير تدابير عملية وإجرائية يمكن اتخاذها بمرور الوقت على المدى القصير والمتوسط والطويل الأجل حسبما يقتضي الأمر.
وان خطة العمل تناولت أربعة مجالات رئيسية، أولا تسلم خطة العمل بضرورة معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب معالجة شاملة على رغم انه ما من ظرف من هذه الظروف يمكن أن يبرر ارتكاب أعمال ارهابية، اما المجال الثاني فهو ان خطة العمل تقدم عدة اقتراحات ملموسة ترشدنا إلى أفضل التدابير لمكافحة الإرهاب. وأشدد في هذا الخصوص على انه يجب على الدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة العمل معا وبطريقة متماسكة.
إن خطة العمل أقرت في مجالها الثالث بأن «بناء القدرات» يشكل حجر الأساس في الحرب ضد الإرهاب، والخطة تضمنت بابا يهدف إلى تحسين قدرة الدول الأعضاء وقدرات وكالات الأمم المتحدة لإعدادها بصورة أكثر فاعلية لمنع الاعتداءات الإرهابية والتصدي لها وتسلم خطة العمل في مجالها الرابع بضرورة تعزيز احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، في الوقت نفسه الذي تجرى فيه مكافحة الإرهاب.
إن احترام الإنسان جزء لا يتجزأ من المعركة الدائرة ضد الإرهاب، وقد تم تخصيص باب من خطة العمل لمعالجة هذه المسألة.
رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة
إقرأ أيضا لـ "هيا بنت راشد آل خليفة"العدد 1476 - الأربعاء 20 سبتمبر 2006م الموافق 26 شعبان 1427هـ