العدد 1475 - الثلثاء 19 سبتمبر 2006م الموافق 25 شعبان 1427هـ

البحرين خالية من... الرياضة

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

أخيراً تمكن الإخوة الصحافيون الرياضيون في صحفنا المحلية من التغلب على محاولة فصلهم عن عملهم الصحيح (الحر) في الصحافة... و(بلعهم) وتذويبهم في المؤسسات الرسمية حتى لا ينطقوا بما يمليه عليهم ضميرهم (الواعي) وينشروا ما يستوجب أن يعرفه القاصي والداني عن الشئون الواقعية للمعاناة الرياضية... أخيراً تمكن الإخوة والأحباب من قول كلمتهم الصحيحة أنهم جزء لا يتجزأ من الجسم الصحافي الكبير، فاجتمعوا وقرروا أن تكون لهم لجنتهم الخاصة والحرة.

الاجتماع الأخير الذي رأينا صورته في الملاحق الرياضية لصحفنا المحلية كان يضم غالبية المخضرمين في الصحافة الرياضية، وهم أعضاء اللجنة التحضيرية الذين تم اختيارهم من عموم الصحافيين الرياضيين كي يضعوا التسمية الرئيسية للجنة والقانون التأسيسي لها... الإخوة ما قصروا، هم اجتمعوا وقرروا أن يكون الاسم (لجنة الصحافة والإعلام الرياضي) وهو اسم جميل وينطبق على العمل الذي يقومون به من خلال عملهم في الصحف، ونحن نتمنى لهم التوفيق في عملهم وفي إدارة لجنتهم... ولكن يبقى السؤال الرئيسي المطروح عليهم جميعاً: هل أنتم متأكدون أن إعلامنا الرياضي مسموع من قبل المسئولين عن الرياضة في بلادنا، أم أنني معكم نؤذن جميعنا في خرابة؟

إعلام رياضي... وصحافة رياضية... ومقالات عن الرياضة... وتمجيد وتطبيل وتحريف ومحاولة لجبر الخواطر... وعل وعسى أن يلتفت من بيده الالتفات إلينا... وحسنة لوجه الله يا محسنين... ويا مسئولون نعلمكم بأن الرياضة ستجعل المواطن البحريني كذا وكذا... ولا فيه فايدة، وكأننا نؤذن في خرابة... جميع الفرق الرياضة انهارت وأصبحت مستوياتها مضحكة أمام الفرق الخليجية، والذي كنا نغلبه بالعشرة أهداف أصبح يغلبنا بالعشرين... وجميع شباب البلد من الرياضيين تشتتوا، وأصبح أولياء أمورهم يمنعونهم من الذهاب إلى الأندية الترابية والتي لا تجلب لهم سوى الإصابات الخطيرة (ويطيح الولد في كبد أهله)... وجميع الأندية تحطمت مبانيها واستهلكت وأصبحت مرتعاً ومتنزهاً للكثير من الفئران والقطط والكلاب الضالة... ونحن واياكم ننادي، ولكن مع الأسف لا حياة لمن تنادي... نتكلم شوي شوي ثم نرفع صوتنا ثم نصرخ ولكن عمك أصمخ.

منذ أن صدرت الوعود وتقطعت العهود حتى الآن أكثر من 6 سنوات مرت ولم نرَ ونشاهد إلا زيادة الخرايب... منذ أن بدأت الطفرة الجديدة في التأثير على الأندية للاندماج حتى يحصلوا على استادات ويمبلي وماراكانا وبجانبها صالات كريستي الضخمة وملاعب ويمبلدون العشبية وبرك السباحة الأولمبية التي على جوانبها الشلالات النياجرية ومباني الإدارات الفندقية، مرت علينا حتى الآن سنين طويلة كلها على الفاضي... لم نسمع ولم نرَ سوى الكثير من الكلام فقط والانشطارات بين الأندية المندمجة، وأراضٍ قاحلة عليها حجر الأساس (فقط) وبجانبه لوحة خشبية مهملة (بالكاد) ترى اسما من المفترض أن يكون نادي مكتوب عليها، وتحيط به كمية من (رشوق) الحمام.

مساكين الإخوة الصحافيون الذين يعملون في المجال الرياضي... وأنا مسكين معهم... يا ما عملوا اللقاءات الصحافية مع المسئولين الكبار عن الرياضة في بلدنا ونقلوا عنهم الوعود الفضفاضة لشباب الوطن، وأخذوا معهم الصور الفوتوغرافية وهم يتبسمون لهم، ويضحكون معهم، ويقهقهون قهقهة القادر على الارتقاء بالشباب البحريني المخلص إلى أعالي البحار الرياضية... مساكين إخواني، لأن الذين صوّروا معهم كانوا يعطون وعوداً من (قشبار) يطير مع أخف الرياح، وكانوا يبتسمون (فقط) لكي يظهروا جمال أسنانهم، وكانوا يضحكون علينا جميعاً وليس لنا أبداً.

أما الذي كنا نظنه قهقهة آتية من أعماق القلب، فهي لم تكن أصلاً قهقهة وإنما نوع من السعال الديكي الذي يصيب المسئولين عندما يتم تذكيرهم بالوعود التي أطلقوها لشباب الوطن المساكين وجميع أفراد أسرهم ومن يعمل معهم... والله أن الوعود التي أطلقها المسئولون عن الرياضة في بلدي ثم أنكروها... أو تناسوها تجعل الواحد عندما يتصفح الملاحق الرياضية والصادرة مع صحفنا المحلية يقرأ الأخبار العالمية فقط، ثم يرمي الصحيفة جانباً حتى لا يفاجأ بالأخبار التي تسد النفس... اليوم أصبحت إنجازاتنا الرياضية تُحقق فقط من خلال الأبطال المجنسيّن والذين لم نتعب في تكوينهم... يعني تيك أوي

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1475 - الثلثاء 19 سبتمبر 2006م الموافق 25 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً