بالأمس وصلتني رسالة رقيقة من الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر البحريني الأخ صادق عبدالكريم الشهابي... وهي رداً على موضوع «في الصميم» لعدد الأمس... يقول فيها:

الأخ العزيز سلمان بن صقر آل خليفة الموقر...

تحياتي وتمنياتي لكم بالصحة والعافية وطول العمر... قرأت بالأمس «حلماً جميلاً» أثار انتباهكم وانتباه الكثير من القراء الكرام، وهو أن تبرعات أهل الخير لشهر رمضان المبارك لجمعية الهلال الأحمر البحريني قد بلغت (15800000,000) خمسة عشر مليوناً وثمانيمئة ألف دينار بحريني من قبل (16) ستة عشر متبرعاً كريماً... وبعد مراجعة الخبر تبين أن هناك خطأً مطبعياً تمثل في إضافة ثلاثة أصفار في خانة الكسور العشرية ما رفع مبلغ التبرعات الفعلي من (15800 ) خمسة عشر ألفاً وثمانيمئة دينار إلى المبلغ المذكور أعلاه في الخبر... ومما لاشك فيه أنه بإمكان أهل الخير والعطاء والكرم في البحرين أن يحققوا هذا الحلم وأن يتمكنوا من إيصال حجم التبرعات إلى ذلك الرقم من دون الحاجة إلى رجل البر والخير (بيل غيتس)... ولا أخفي عليك أيها الأخ العزيز أن أهل البحرين يغمرون جمعية الهلال الأحمر البحريني بعطائهم المتواصل، وأن أي مبلغ (مهما صغر أو كبر) فإنه يفرح القلوب ويسعدها ويخلي الواحد (يتشقق).

أخيراً أود أن أتقدم بالشكر الجزيل (من صميم القلب أيضاً) إلى جميع الأفراد والمؤسسات الذين يتبرعون للجمعية، وأعتذر عن سوء الفهم الناتج من الخطأ المطبعي غير المقصود والذي نشر بالأمس... أكرر شكري وتقديري لاهتمامكم... وتفضلوا بقبول وافر الشكر والامتنان وكل عام أنتم وأهل البحرين بخير.

والله يا أخي الكريم (صادق الشهابي) أنا أشكرك جزيل الشكر على رسالتك الرقيقة وأتمنى من جميع المؤسسات التجارية والأفراد (المنغنغين) في البحرين أن يمدوا يدهم الكريمة بالتبرعات المالية والعينية لمساعدة الفقراء والمحتاجين (وما أكثرهم) في بلادنا التي تزخر بالخير الوفير ولكنه فقط (إملكك) في القليل من الجيوب... والخبر التصحيحي الذي نزل في الصحف صباح هذا اليوم، ومعه رسالتك الكريمة أرجعتنا مع الأسف إلى (خانة اليك)... يعني رجعنه نحسبهه من أول.

المبلغ الفعلي المصحح سيقسم على أعداد الأسر التي ذكرناها بالأمس... ويكون الناتج هو 632 فلساً لكل عائلة بحرينية مكونة من خمسة أفراد، ويكون نصيب كل فرد من العائلة هو 126 فلساً بحرينياً لا غير يصرفها ويعيش بها طوال شهر رمضان المبارك... إشلون؟ إشلون يقدر رب الأسرة هالفقير يعيش ويطعم أولاده بهذا المبلغ (الفلسي) والأسعار النارية لجميع المواد الغذائية في مملكتنا الحبيبة يعرفها القاصي والداني ولا تخفى على أحد؟ إشلون أي مبلغ مهما صغر أو كبر فإنه يفرح القلوب ويسعدها ويخلي الواحد (يتشقق) وأفراد العائلات الفقيرة والمسكينة الذين تم إبلاغهم ويرتجون الخير في شهر الخير تبدل حجم التبرعات لهم وتحول من ملايين الدنانير إلى ملايين الفلوس؟ إشلون يا أخي تقنع الناس إللي فتحت (حلوجهه) على الأخير وهي تصرخ (ستعشر مليون دينار) الله أكبر، هذي كم يعني بالروبية؟ إشلون تقنعهم بأن المبلغ ستة عشر مليون فلس بحريني وليس دينار، وكل عائلة ستتسلم التبرعات محسوبة بالفلس وليس بالدينار؟

والله مساكين فقراء البحرين... ويا فرحة ما تمت... بالأمس نزل عليهم الخبر مثل المطر، وخلى كل رب عائلة يعطي الوعود بشراء اللحوم والأسماك لزوم الهريس والعيوش لفطور شهر رمضان، والبلاليط والخنفروش والعصيدة للسحور... واليوم نزل عليهم خبر التصحيح مثل الصاعقة، وخلى الواحد يرجع ويفكر في أحسن الحلول لإطعام الأولاد في الشهر الكريم، وما شاف حل ممكن جدامه غير الباجلة للفطور، والنخي واللوبة للسحور... ما عليه كله عند الله وهو الرزاق الكريم.

نحن نتمنى في المرات القادمة ألا يتم إعلان أسماء المتبرعين وحجم تبرعاتهم... لأنه أولاً (وشرعاً) من المفترض ألا تعلم اليد اليسار ما ننفقه (للخير) باليد اليمين، وثانياً فإن الإعلان في الصحف يحتمل الكثير من الأخطاء المطبعية غير المقصودة ويربك الناس