في اقتناص ذكي دخلت قناة الفضائية اللبنانية للإرسال (LBC) في اللعبة «الطاشية» من أوسع أبوابها، واستثمرت خلافا قديما بين الآباء المؤسسين للعمل الدرامي السعودي الشهير «طاش ما طاش»، وهم ناصر القصبي وعبدالله السدحان والمخرج عامر الحمود، الذي حل محله المخرج عبدالخالق الغانم، بعد مرحلة التأسيس ليصل عدد أجزائه حتى الآن إلى 13 جزءا، ولينتشر على كل الفضائيات العربية، ولينقل الدراما السعودية إلى مناخات ومساحات كبيرة عجزت محاولات الكثيرين من أقطاب الفن الدرامي السعودي عن نقله شبرا واحداً خارج النطاق السعودي.
ولعل الضجة التي سبقت ظهور الجزءين المختلفين من «طاش ما طاش» هذا العام على قناة «MBC» وبنجميه الشهيرين ناصر وعبدالله، والجزء الآخر المقلد على قناة «LBC» بمخرجه عامر المحمود، ستصب في مصلحة الأفضل والأقدر على احترام عقلية المشاهد. لكن من الأفضل حسب قانون العقل والمنطق والتاريخ؟
بلاشك، ناصر وعبدالله استثمرا قدراتهما الفنية والفكرية درامياً أولاً، ومن ثم ماليا في مرحلة لاحقة، وهذا تدرج طبيعي جدا، جاء من تعب وجهد وفكر، على عكس ما تخطط له قناة «LBC» ومعها المخرج عامر الحمود، اللذان يريدان استثمار ذلك مالياً وإعلامياً أولاً، ومن ثم فنيا. وهذا ما اشك أن يؤتي ثماره، لأن الهرم المقلوب هنا لا يمكن أن يعتدل، والاعتدال أعني به هنا احترام رأي وفكر الناس أو الجمهور.
أظن أن من يفكر في الدخول في صراع أو تحد أو مناظرة بأي شكل من الأشكال مع ناصر القصبي وعبدالله السدحان والمخرج عبدالخالق الغانم، الآباء الشرعيون لـ «طاش» الراهن، سيكون خاسراً، فليس من السهل أن نلغي 13 عاماً من التواصل مع الناس بإعلان تلفزيوني أو أغنية «طاش ما طاش». المسألة أعمق من كل هذا. المسألة هي أن الناس التصقوا بـ «طاش» القصبي والسدحان والغانم
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ