العدد 1470 - الخميس 14 سبتمبر 2006م الموافق 20 شعبان 1427هـ

بعد زوبعة المحرق... نحو تأصيل ثقافة الوحدة الوطنية (2-2)

الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني comments [at] alwasatnews.com

عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

ونحن نستلهم التقوى من قرب شهر الله الكريم شهر رمضان المبارك... فإننا ندعو إلى التفكّر في المفاهيم الآتية كي نفتح الطريق العملي أمامها في حياتنا:

أ- الوحدة تعني احترام الإنسان لإنسانيته والحرص على حقوقه وكرامته حتى ولو كان يقف في الاتجاه الآخر دينياً أو مذهبياً أو مرجعياً أو عائلياً. فلابدّ من تطبيق هذه الآية الكريمة تحقيقاً للوحدة التعاونية: «وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» (المائدة: 2) لأنّ الله تعالى لم يخصّص خطابه فئوياً.

ب- تسبيل العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية يكون بتوفير فرص التقدّم بناءً على الكفاءة لا القومية ولا الطائفية ولا العنصرية، والوطن الآمن يتحقق للجميع بتطبيق هذه الآية الكريمة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (المائدة: 8)

ج- يجب تحويل القراءة في الثقافيات الإنسانية بهدف تنضيج الوعي العام في الناس إلى واقع متحرّك، فإنّ حب المعرفة والصداقة مع الكتاب وكسب العلم النافع كان أول دعوة قرآنية قد أنزلها الله تعالى: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» (العلق: 1)

د- يجب شرح الإسلام للجمهور كما هو وليس كما يهواه الشارح لكسب المصلحة المرئية لديه شخصياً. لأن الإسلام دين الله لكل العباد، فحصره في عباد دون عباد خلاف لرسالة الله، ومنزلق لتكفير الغير وتسقيطه واستضعافه. والله تعالى قال لرسوله الأمين (ص): «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الانبياء: 107)

وأما على الصعيد الخاص بمنطقتنا (المحرّق) فأقدّم قائلاً: ستبقى المحرّق الحضن الدافئ لكل أبنائها من الشيعة والسنة والعرب والعجم، دون السماح للزوبعات أن تكدّر صفوها المتجذّر بالخير والمحبة...

وستبقى هي المهد الآمن لجميع سكّانها الأعزاء من أية قومية وانتماء مذهبي، من دون السقوط في فخّ الجهل والتباغض...

وستبقى المحرّق في ولائها الصادق للقيادة الأبوية الحكيمة، من دون أن تخترقها محاولات التدنيس أياً كان مصدرها...

إنّ المحرّق بكل شخصياتها العلمية والدينية والسياسية والاجتماعية تهبّ اليوم لتقول في مجالسها ومساجدها ومآتمها وأنديتها ومدارسها ومسيراتها: نحن يدٌ واحدة لن نختلف في الوفاء لقيم الإسلام المحمّدي المنقذ.

أجل... إنّ أهل المحرّق الشرفاء قد عاهدوا ربّهم عزّوجلّ أن يرتقوا دائماً إلى مستوى العمل بما أتى به نبيّهم الكريم محمّد بن عبدالله (ص) الذي قال: «مَثَل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى». والذي قال: «لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا بين أبيض ولا أسود إلا بالتقوى». والذي قال: «المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتّان». والذي قال: «المسلم مَن سَلِمَ الناس من يده ولسانه». والذي قال: «إن الله تبارك وتعالى أوصاني في الجار حتى ظننت أنه يرثني».

وهكذا وانطلاقاً من قول ربنا تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الحجرات: آية 10).

وكذلك استجلاباً للرحمة الإلهية فإننا ندعو الأهالي كافّة إلى:

1- نبذ ما يخلّ بالوحدة الوطنية وحسن الجوار ومسيرة الإصلاحات التي نادى بها جلالة ملك البلاد (حفظه الله).

2- ضرورة التحقّق في كل معلومة قبل اعتمادها وتداولها في الصحافة خصوصاً، خشية اكتشاف خطئها بعد حدوث الأضرار الجسيمة.

3- التعاون في نشر ثقافة التعايش بدلاً من ثقافة الكراهية بين الناس والتي لا تخدم الوطن والمواطنين حتماً.

عضو المجلس الأعلى

العدد 1470 - الخميس 14 سبتمبر 2006م الموافق 20 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً