في أمسية رائعة، دعا إليها أبناء أهل السنة والجماعة من أهالي المحرق. المكان: مأتم حالة «بوماهر»، في الجنوب المحرقي الأصيل من هذه المدينة الصامدة. المتحدثون: دعاة السلام الأهلي والاجتماعي (كوكبة من الساسة والقادة الاجتماعيين والمشايخ في المحرق).
لن أسرد ما دار في اللقاء، فالكلمات تعجز عن وصف ما غشاني من مشاعر... وأجواء الألفة الوطنية أكبر من أن تحتويها سطور في عمود كاتب مازال يتعلم من هذه الجزيرة الصامدة، ومن تاريخ هذا الوطن الغالي، ينهل من رحيق الصمود ومبادئ النضال الوطني، والمناقب الاجتماعية لأبناء هذا الشعب. من أسطورة الصمود والتحدي و«هدات الغاصة»، والحركة المطلبية الوطنية للمجاهد الأول عبدالوهاب بن حجي الزياني مروراً بتضحيات المناضل عبدالرحمن الباكر ورفاقه، وأبناء هذا الشعب في العقود العشرة من القرن الماضي.
لا شك أن السلم الاجتماعي هو آخر حصون الأمان للإنسان في وطنه، وكذلك فقد أدرك المنتدون في مجلس عائلة «الدوي» الكرام خطورة الوضع، فقاموا بدعوة الكثير من الشخصيات (الشيخ جاسم السعيدي، المحامي فريد غازي، المحامي عبدالله هاشم والشيخ ياسر المحميد). أكدوا جميعاً ضرورة الحفاظ على السلم الاجتماعي والأهلي في البلاد، وأن جميع البحرينيين بمختلف سلالاتهم ومذاهبهم يرفضون أي مساس بأمن هذا الوطن وهويته من أية دولة كانت كبيرة كـ «إيران» أم صغيرة... وفي الوقت نفسه يرفضون أية اتهامات بلا أدلة أو أية محاولة لتخريب السلم الأهلي العام، وتكدير أمن وطمأنينة الناس!
الشيء الذي كدر خاطري هو عدم السماح لي من قبل الأخ العزيز إبراهيم يوسف الدوي (حكم كرة القدم السابق وليس عضو المجلس البلدي) بالتحدث عن التجنيس، إذ موضوع التجنيس، بحسب ما أعتقد، ذو صلة بموضوع بيع وشراء العقارات (الضجة المفتعلة) في المحرق. إلا أنني أعذر الأخ إبراهيم لحرصه الشديد على تنفيذ «التوجيهات» بحذافيرها، وأقول له: «بارك الله فيك» مليون مرة!
في مأتم «الحالة»، كان على رأس الجمع الوجيه العم يوسف بن حسن العربي، والذي مع الأسف تم تهديده «بإسالة دمه» إن هو ذهب إلى المأتم واجتمع وآخرين من أهل السنة والجماعة مع الإخوة الشيعة! هكذا بكل بساطة «إسالة دمه»!
فوالله كلنا فداء للعم يوسف بن حسن بن العربي، كما قال عبدالرحمن النعيمي. وإن من قام بتهديد العم يوسف لا يعرف أي معنى للوئام الوطني، ولم يقرأ عن أهمية الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي العام حرفاً، ولا يفقه حديثاً واحداً عن تهديد الإنسان، وليعلم أن تطاوله غير مقبول البتة من أي إنسان على أرض البحرين.
في هذا اللقاء الوطني كان من ضمن المتحدثين الشيخ أحمد أمرالله، وقد بدأ حديثه بكلمة قالها وأسطرها هنا، فقال: «نحن في هذا المأتم ضيوف، فالدعوة إلى اللقاء وجهها أبناء أهل السنة والجماعة وهم في عيني وعلى راسي». وإنني إذ أعتز وأفخر برد التحية بأحسن منها أو مثلها، كما أدبنا القرآن العظيم ونبينا الكريم (ص) وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة، فأقول للشيخ أمرالله: «على راسي والله يا شيخ أمرالله».
«عطني إذنك»...
نتساءل؛ أين المسئولون في إذاعة البحرين عن «برنامج البحرين تصبح»؟! هل من الصواب ترك «الحبل على الغارب» هكذا لكل من «هب ودب» (ناشط سياسي) للتحدث فيما يهدد السلم الاجتماعي الأهلي العام، والترويج لـ «مشروعات الفتنة»؟
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1468 - الثلثاء 12 سبتمبر 2006م الموافق 18 شعبان 1427هـ