العدد 1464 - الجمعة 08 سبتمبر 2006م الموافق 14 شعبان 1427هـ

التدريب... وثقافة «التأستذ»

محمد سليمان comments [at] alwasatnews.com

.

ليس جديداً التذكير بأهمية التدريب، وان الدول المتقدمة ترصد مبالغ مهمة في موازناتها وخططها السنوية له وتحرص على زج أكبر عدد ممكن من كوادرها على اختلاف درجاتهم الوظيفية في دورات تدريبية مختلفة على مدار السنة ، وهو اهتمام لم يأت من فراغ بقدر ما اصبح يمثل اليوم حلقة أساسية في بناء الدول مؤسسات وإفراد. بعض دولنا العربية والخليجية منها تحديداً أدركت هذه الأهمية وراحت تشتغل بدأب على اجتذاب مناهج وطرائق تدريب حديثة ومتطورة ، مرادفا للدراسة النظرية في المعاهد والجامعات وهو أمر جيد... لكن الإقرار بأهمية وجدوى التدريب ليسا كافيين بالنسبة إلى ظروف مجتمعاتنا العربية إذ يلاحظ أن هنالك جملة ملاحظات تسجل على أساليب وآليات ما تشهده بعض الدول العربية الواعية بأهمية التدريب، واهم هذه الملاحظات أن بعض دولنا بدأت تستورد أنماطا جاهزة من مناهج التدريب - لا تمثل بالنسبة لها حاجة فعلية - لمجرد انه منهج تدريبي شائع في هذه الدولة المتقدمة أو تلك، ثم هنالك ما يمكن أن نسميه ملاحقة «الموضة» في اختيار نوع التدريب ومدته والتسابق بين الشركات والمؤسسات لإدخال كوادرها في اطر تدريبية هي لا تحتاجها على المدى المنظور، ولعل الملاحظة الأبرز هي عدم وجود الدافع الحقيقي لدى الكثير من الكوادر التي قد ترى في التدريب فرصة للتخلص من روتينية العمل أو انه بالنسبة لها مجرد إجازة، لكن الأخطر هو ان بعض كوادرنا وتحت وهم «التأستذ» تشعر انها غير محتاجة للتدريب أو أنها تجاوزت مرحلة التدريب، الأمر الذي نعود معه إلى المربع الأول فالاساس هو الإيمان بأن التدريب ثقافة جمعية وحاجة مؤسسية ، لا يستغني عنها الموظف كبر أم صغر عنواناً وظيفياً او عمراً زمنياً، لأنه وبكل بساطة سيظل يحتاج إلى دربة متواصلة يواكب من خلالها ما تشهده قطاعات الحياة المختلفة من تطورات متسارعة وما اكثرها في عالم اليوم

العدد 1464 - الجمعة 08 سبتمبر 2006م الموافق 14 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً