العدد 1463 - الخميس 07 سبتمبر 2006م الموافق 13 شعبان 1427هـ

ماذا لو فاجأ الغرب عالم النفط بإنجاز جديد ينهي به عهد النفط

محمد جابر الصباح comments [at] alwasatnews.com

لما أن العلوم الطبيعية (علوم الفيزياء)، هي حالات من ظواهر ومعطيات الطبيعة الكونية، وإن هذه الظواهر عادة ما تكمن بين مفاضل الحركة الديالكتيكية المتبادلة في ظاهرة حركة الكواكب والنجوم والأجرام وتبادلها المواقع فيما بينها من ناحية، وفيما بينها وبين الشمس من ناحية أخرى بفعل قوة الجذب المركزي المتبادل بين الشمس ومختلف الأجرام والكواكب والنجوم، قوة الجذب تلك تجبر مختلف الأجرام والكواكب والنجوم، لأن تدور حول الشمس من دون أن تنفلت بعيداً عنها بفعل تأثير القيد الذي يشدها إلى الشمس المسمى بالطرد المركزي.

غير أن ما يهمنا الوقوف عنده، والاستطراد في تثبيته والتوسع في نقل شروحه هو أنه « لما أن العلوم الطبيعية (علوم الفيزياء)، هي حالات من ظواهر ومعطيات الطبيعة الكونية تسلط عليها العقل البشري وأخرجها من مكامنها، وهدأ من جموحها وارساها عى أرضية الواقع وسخرها لخدمة البشرية والدفع بتحضرها نحو الأسمى والأفضل». ولما أن الكون في حال من ديمومة توسعية ازلية الفعل بلا توقف ولا نهاية، فإن في هذه الديمومة القوسية قد حقق الله الحق وزهق الباطل في مخاطبته الإنسان بقوله: «وما علمتم الا قليلا».

ومع تبصرنا، وتفهمنا لقول الله «وما علمتم الا قليلا» هو تنبيه للإنسان لكيلا يقع في أوهام الكمال الذي ليس له وجود إلا في ذاته العلية، وإن ما ادركته أيها الانسان من علم ليس إلا قليلاً، وما أمامك وما جهلته من علم هو أكبر بكثير مما أدركته، وفي إطار هذا الشحذ الإلهي لهمم خلقه ممن أنعم الله عليهم ببسطة في العلم وسعة في المعرفة وقدرة في المدارك والإحساس مثل دول الغرب والشرق الذين لا يضيعون أوقاتهم في الحماقات والتخطيط لسلب حقوق شعوبهم بل الاستفادة من عطاء شعوبهم، تأكيداً على «أن روح الأمة، بوصفها حقيقة جوهرية، هي التي تنجب في المطاف الأخير كل المؤسسات وتلهم كل الأعمال التي تعكس مجد ذلك العصر»، وليس حفنة من أطفال مازالوا طائشين لم يبلغوا الحلم، سوى حلم الانتماء لأنهم تحت أي ظرف من الظروف لا يمكنهم أن ينجبوا في أية مرحلة من مراحل مسيرة التاريخ في أولها أوآخرها إلا كل المؤسسات وتلهم كل الأعمال الفضائية التي تعكس تخلف ذلك العصر وانحطاط قياداته الملتهين واللاهين بأمور من أعمال ما عاد لها ارتباط بعصر التطور والعلوم التكنولوجية، التي لفظتها وأبت ان تنضمها حتى المتاحف. والتي اوقعت القيادات مجتمعاتها في ظلال تخلفها وبدائيتها، وتركتهم يرقصون وينطنطون كالأركوزات بمناظرهم المقرفة.

وعودة على بدء لبدايات موضوعنا:

«ماذا لو فاجأ الغرب، في ظل تطور العلوم عندهم والتكنولوجيا عالم النفط، واسياده الأذكياء جدا جدا، بابتكار جديد ينهي به عهد النفط، ويبدأ عهد الماء انطلاقا من مقولة كاتب «القصص العلمي الخيالي»، الذي للأسف لا أذكر اسمه في هذه اللحظة، ولكن أذكر مقولته: «ماذا سيحرق الناس عندما ينتهي الفحم، وأجاب: أيها الرفاق إن الناس سيحرقون الماء».

وإذا ما توقفنا عند مياه البحر، وامعنا النظر مليا في طاقته الميكانيكية الدائبة حتى من دون إقامة سدود لحجز المياه ولكن بفعل دوران الكرة الأرضية، وتسلق محيط من المحيطات في هذه اللحظة إلى قمة الكرة الأرضية، ولما أن المحيط المتسلق الذي تحمله الكرة الأرضية على ظهرنا وهي تدور ليس بإناء مغلق من كل الجوانب بل فيه فتحة في إحدى خاصرتيه، وهي الخاصرة الواقعة على المماس الخلفي من مسار دوران الكرة الأرضية، ولما أن المحيط المتسلق إلى قمة الكرة الأرضية مفتوح الخاصرة فإن مياهه لا محالة أن تتدفق إلى المحيط المجاور، والأمر نفسه يحدث بالنسبة إلى المحيط المجاور، إذ سيقذف بمياهه إلى المحيط الثالث في التجاور ويظل المد والجزر يحدث بين مختلف المحيطات والبحار.

فالمحيط الذي يصل إلى قمة الكرة الأرضية يفتقد مياهه، ويحدث فيه جزر بينما المحيط الذي يليه يكتسب مياه المحيط الأعلى منه فيحدث فيه مد، وتظل عملية المد والجزر في صيرورتها تحمل طاقة ميكانيكية، ما ظلت الكرة الأرضية في دورانها تعمل على تغيير مواقع المحيطات على ظهرها وتصفعها في مواقع مختلفة من حيث العلو والانخفاض... وأن عملية المد والجزر ستظل مرتبطة بدوران الكرة الأرضية، ولا أعتقد أنها ستستمر حتى مع اندثار جاذبية القمر والشمس وتوقف تأثيرهما على مياه البحر... والله أعلم.

ولو حدث ان توصل الغرب إلى تكنولوجيا جديدة يستغنون معها عن النفط فإن دول النفط والخليجية خصوصاً سيدعون إلى مؤتمر لتدارس تطوير سوق «المقاصيص»؟

إقرأ أيضا لـ "محمد جابر الصباح"

العدد 1463 - الخميس 07 سبتمبر 2006م الموافق 13 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً