إن ما آلت إليه نبؤات الطائفية وأحلامها المرضية في البحرين بات مشهداً من الفوضى المنظمة، بهدف اختلاق عديد النقاط الساخنة التي بات المشهد السياسي في البحرين لا يحتملها البتة، والوجهة هذه المرة هي «المحرق»، فالطائفيون يختارون التوقيت بدقة متناهية.
طأفنة أراضي محافظة «المحرق» هو الجديد الذي أطل علينا به صحافيو «الطائفية» في البحرين. والمحرق التي شهدت في الآونة الأخيرة صراعات سياسية «ملتهبة» بين شتى القوى السياسية المتصارعة فيها لا تحتاج فعلياً أكثر من هذه القراءات حتى تحترق ألفة أهلها المتجاورين بالمحبة منذ سنين.
خبر المخطط الإيراني لاستملاك المحرق، الذي نشرته الصحيفة الإلكترونية «إيلاف» التي تحتل في مخيلتنا مكانة مرموقة - كان «سقطة» إعلامية، من شخصيات إعلامية تعتبر من الكفاءة والخبرة الإعلامية بمكان، فالحيادية، الدقة والموضوعية التي بدأت بها «إيلاف» منذ تأسيسها كانت تستدعي من القائمين على الصحيفة القليل القليل من بُعد النظر في نشر خبر «مهلهل» عن مخطط إيراني لاستملاك أراضي «المحرق»، كان الخبر عاجزاً أن يحتوي بين مفرداته أية قرينة دامغة.
أما الذين روجو للخرافة في صحفنا اليومية على مدى اليومين الماضيين فقد كان لنواياهم «الطائفية» أن تثب وثبتها التي عهدناها منهم في كل مرة، هذه الأقلام التي لا تحمل أجندتها الإعلامية أية مسئولية اجتماعية مازالت تجرنا جميعاً نحو مستنقع الوحل الطائفي. إلا أننا نعتد بصحافة أهلنا في المحرق شيعة وسنة، ونراهن على تماسكهم ووحدتهم التاريخية بطمأنينة.
ربما كانت محاولة البحث عن خبر «إنقاذ» يسُد رمق الصفحات الأولى ما دعا بعض الصحف الزميلة أن تخوض في وحل الطائفية عوض الإقرار بالإفلاس الإعلامي. أرى أن المنافسة بين الصحف البحرينية باتت تخدش «قدسية» الصفحات الأولى بما لا يستحق من أخبار موجهة، هي ضحلة الرؤية، ومفضوحة التوجه.
نحن على أبواب موسم انتخابي كبير، وننتظر المزيد من الإشاعات المصنوعة بدقة، وننتظر في المقابل مسئولية اجتماعية تصدع بها جميع الصحف، ندرك أن لكل طرف أجندته الخاصة، إلا أن أية أجندة منها لا يجب أن تكون أكثر أهمية من البحرين.
ختاماً، أتفق مع الزميلة سوسن الشاعر حين علقت على الخبر بقولها «الخبر فيه لبس وخلط كبير بين ما هو قانوني ومشروع وبين ما هو جريمة يعاقب عليها القانون (...) فلا مخطط ولا تآمر ولا مخالفة ولا جريمة، ومن العيب أن نُسمي عملية شراء لشيعة في منطقة سكنية سنية أو العكس على إنها عملية تغيير ديموغرافي، فهل وصلنا لمرحلة الكانتونات العنصرية؟!».
إنها لفتنة...
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1461 - الثلثاء 05 سبتمبر 2006م الموافق 11 شعبان 1427هـ