العدد 1457 - الجمعة 01 سبتمبر 2006م الموافق 07 شعبان 1427هـ

نعم الرجال يا سيد

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

ما قاله الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصر الله، في مقابلته الأخيرة، لا يخرج إلا عن رجل حريص على وطنه، ويعتبر نفسه مسئولاً عن سلامة أنصاره ومواطنيه. لم يخطئ السيد عندما قال إنه لو قدر حزب الله حجم الرد الإسرائيلي على أسر الجنديين الإسرائيليين ما كان لينفذ العملية. كان شفافاً، إنسانياً واضحاً، لم يوارب ولم يتحايل في إجابته، كان مباشراً، وإلى حد ما صادماً.

كان صادماً لمؤيديه ومعارضيه. مؤيدوه لم يكونوا يتوقعون من نصر الله مثل هذا الجواب، وهو الذي أشار أكثر من مرة، وحضرهم لعملية بهذا الحجم، وكانوا ينتظرونها بفارغ الصبر.

المشكلة لم تكن في الجواب، بل بالمؤيدين أنفسهم، الذين يريدون «مقاومة للمقاومة»، بغض النظر عن أي خلفيات سياسية محلية ودولية، وأي انعكاسات اقتصادية واجتماعية على المدى البعيد، تهم حزب الله والسيدحسن نصر الله، وهو ما كان يقصده في حديثه عن عدم القيام بالعملية وحجم الرد الإسرائيلي.

قلة فهمت الرسالة التي أراد إيصالها السيد: نحن شعب لا يهوى القتال، نريد العيش أيضاً، لكن لنا حقوقاً لا يمكننا التغاضي عنها، وبالوقت نفسه نحرص على دولتنا ومواطنينا، ولسنا راغبين في وضع البلاد على خط الحروب. هذا جزء مما يمكن استنباطه من الجملة التي قالها نصر الله في مقابلته، لكنها للأسف لم تصل واضحة إلى المعارضين، أو على الأقل وصلت مشوهة، أو حاولوا تشويهها، ووضعها في خانة الندم ومراجعة النفس، وعلى هذا الأساس بنى الكثير منهم هجماته المتجددة على حزب الله، وأعادوا فتح «حديث المحاسبة». ومن يسمع أصحاب نظرية «الندم»، لا بد له أن يتساءل عن أي ندم يتحدثون، فالرجل خرج منتصراً من حرب شنتها آلة الحرب الإسرائيلية بكل جبروتها. فشل الإسرائيليون بكل الأهداف التي وضعوها لأنفسهم، فلجأوا إلى جرائم الحرب، التي لم تسعفهم أيضاً في فك أسر الجنديين أو إبعاد حزب الله، لكنها ألحقت الكثير من الدمار وخلفت الكثير من الشهداء.

على هذا كان يأسف السيدحسن نصر الله .لم يكن نادماً وهو الذي أثبت فعالية المقاومة في الدفاع عن الوطن. كان حزيناً على الشهداء والجرحى، لكنه لم يكن ليراجع نفسه، وهو الذي قاد الأمة بأسرها إلى نصر طال شوقها إليه، وتحول بعده إلى رمز عربي وإسلامي يهتف باسمه المواطنون من المحيط إلى الخليج.

كان من المتوقع ألا يفهموا السيدحسن نصر الله، ويحق لهم أن يتساءلوا من دون أن يشككوا أن ما فعله فخر للتاريخ، بغض النظر عن تأييدهم أو معارضتهم

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1457 - الجمعة 01 سبتمبر 2006م الموافق 07 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً