كثيرة هي المواقف والمفارقات التي تصادفنا في الحياة، ويغلب على هذه المواقف (تلك) التي تتسم بعدم الصدقية وترتدي قميص الكذب أو تلتحف رداء المكر والخديعة والمصلحة، ولم يكن وسطنا الشعري ببعيد عن هكذا شخوص إن لم تكن غالبية المنتمين إلى الوسط الشعري هم من أولئك المتسلقين والعابثين بشرف الصدقية في التعامل مع الآخرين وخصوصاً إذا كنا نعلم بالقول المأثور للرسول (ص) «الدين المعاملة» ومتى ما انسلخ أي منا من إنسانيته في تعامله مع الآخرين فذلك يعني أن لا دين له، وقد اعترضتنا وزملاء لنا الكثير من هذه المواقف التي نحب أن نتطرق إلى بعضها بما تسمح له أخلاق الكتابة ونترك ما قد ينغص على القارئ قراءته نظراً لفداحة بعض المواقف وحساسيتها.
أحد أشباه الشعراء الذين لا يعرف الصدق فيهم موطئ قدم، قطع وعداً بإقامة أمسية شعرية كبرى لمن حوله من الشعراء المغلوب على أمرهم ووعدهم بأن يضع الشمس في يمينهم والقمر في شمالهم... أقيمت الأمسية واستثني من المشاركة بعض الأسماء... المهم أن ما خلص إليه أمر التكريم أن لا قمر ولا شمس ولا حتى نجوم تلمع للرائي... مجرد وعود زائفة وخداع الشعراء من أجل مصالح شخصية ونيات مبيته، الله أعلم بها. علماً بأن تنظيم الأمسية الكبرى هذه كان كيداً لأسماء رنانة لها في الساحة تأثيرها.
أحد الشعراء ما فتئ يطلق على زميله في المجال نفسه لفظ (حمار) - أجلكم الله - وهذه سمعتها بإذني لأنه لم يقف معه موقفاً كانت المصلحة الشخصية سمته، وأخذ يحرض على زميله لدى شخص آخر من طينته ممن عرفوا بالنفاق والكلام المعسول... صدق رسولنا الكريم (ص) عندما قال «لو تكاشفتم لما تدافنتم»... علماً بأن شاعرنا المغدور هو من أوصل الأول الى ما هو فيه من اسم لا يستحقه. ولايزال المركب يحملهما على رغم الكذب والنفاق... والخوف من الغرق في يوم ما.
أحد الشعراء الذين يملكون عصا سحرية في أحد المواقع الرسمية لم يتوان في أن يخبر شاعراً آخر لجأ إليه في موقف شخصي بأنه لا يستطيع فعل شيء له... لمجرد أن لا مصلحة تذكر من مساعدته. ولأن شاعرنا الفقير إلى الله يمتلك علاقات أخوية مع أشخاص لا يحبهم (صاحب المقام الرفيع) ونظرته الدونية عندما تقابله في موقعه الرسمي خلاف مقابلته في الشارع العام. وقس على هذا أسماء كثيرة لن تدوم للكرسي.
قد لا تكون هذه المواقف سمة للساحة ولكنها لعينات لاتزال محسوبة على ساحة الشعر... وما يعني أحيانا أن تنسحب هذه التصرفات على الساحة أجملها عند أولئك الذين لا يعرفون عن شعراء الساحة البحرينية. وأسأل نفسي متى سنتسم في تعاملنا مع الآخرين بالصدق وصفاء النفس؟ وهل بقي شيء من قشور الأخلاق حتى نتعامل به مع الآخرين. ونحترم به أنفسنا قبل احترام الآخرين. هل لانزال نبحث عن مدارس للشعر قبل أن ندخل مدارس الأخلاق؟ كم وكم تلك المواقف السلبية التي أبعدت الكثير من شعراء البحرين الشعبيين عن غالبية المشاركات الفاعلة، حتى بان الضعف على كثير من الفعاليات التي تقام بين الفينة والأخرى. ولكم أن تتخيلوا وسطاً شعرياً 80 في المئة من المنتمين إليه يتعاملون معك بالوجه الآخر
العدد 1457 - الجمعة 01 سبتمبر 2006م الموافق 07 شعبان 1427هـ