بعد أسبوعين من إعلان وقف اطلاق النار في الحرب على لبنان قام رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت بزيارة تفقديه لمدينة طبريا ولم يجد ما يجذب أنظار مستوطني هذه المدينة ويلفت به وسائل الإعلام ويغطي على ما أقره قبل يومين من أوجه فشل في حملته على لبنان سوى أن يسخر من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قائلا: «أنا أقوم بجولات في الشمال (إسرائيل) في حين أن نصرالله لم يخرج بعد من ملجئه المحصن».
لكنه يبدو أنه نسي أن يتصفح صحف كيانه صباح أمس التي حفلت بالتعليقات على قراره بتعيين لجنة «فحص» حكومية بشأن نتائج الحرب وعلى تهرّبه من تعيين لجنة «تحقيق» رسمية برئاسة قاضي.
ففي هذا الإطار قال الوزير وعضو الكنيست السابق يوسي سريد، في تعليقه اليومي في صحيفة «هآرتس»، إن أولمرت استنكف من الاقتداء بقائد حزب الله لناحية الاعتراف بتبني تقديرات خاطئة في بداية الحرب وبدل ذلك «استبدل الوظائف معه»، على حدّ تعبيره. وتساءل «كيف انقلبت الأمور على هذا النحو؟». وأضاف سريد أن وصمة العار التي خلفتها الحرب على لبنان «ستبقى تطارد أولمرت وعمير بيرتس ودان حالوتس. كما سيطاردهم شبح لجنة التحقيق الرسمية ليل نهار».
كما أنه نسي أن نصر الله ما أن وضعت الحرب أوزارها حتى عمل على الوفاء بعهوده التي قطعها على نفسه، فسعى إلى تعويض المتضررين، بينما أولمرت انتظر أسبوعاً حتى بدأ بزيارته التفقدية وقطع الوعود التي سخر منها الصحافيون وأعضاء من الكنيست وأطلقوا عليها «وعوداً مجانية» أو «كاذبة»، ففي أول اختبار له بعد الحرب لم يستطع أولمرت تحقيق نجاح في طمأنة مستوطني الشمال. فحقيقة السخرية لن تنال من مقام «السيد» لكنها تزيده شعبية وتضفي عليه صداقة. وإن كان تصريح أولمرت مجرد «حرب نفسية» ونتيجة لحقد طالما لم يجد له منفذاً سوى هذا التصريح
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1454 - الثلثاء 29 أغسطس 2006م الموافق 04 شعبان 1427هـ