العدد 1453 - الإثنين 28 أغسطس 2006م الموافق 03 شعبان 1427هـ

حزب الله هزم «إسرائيل»

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

في العام 1967 قامت الحرب بين الدول العربية و«إسرائيل»... الحرب استمرت فقط ستة أيام من يوم 5 يونيو/ حزيران وحتى يوم 11 من الشهر نفسه، ومن ثم توقفت... وفي خلال ستة أيام دمرت «إسرائيل» الجيش المصري كاملاً واحتلت جميع أراضي سيناء حتى نهر النيل، ودمرت الجيش الأردني واحتلت الضفة الغربية كلها، ودمرت الجيش العراقي في الطريق والجيش السوري واحتلت هضبة الجولان... كل هذا ولم تضرب الأراضي الإسرائيلية بصاروخ أو قنبلة أو حتى طلقة واحدة...

واليوم حدث هنا في لبنان... أن العدو الصهيوني حارب حزب الله فقط ولمدة خمسة وثلاثين يوماً ولم يتمكن من الوصول إلى نهر الليطاني الذي لايبعد إلا كيلومترات بسيطة من الحدود، ليس هذا فقط وإنما ضرب العدو الصهيوني في أرضه ودمرت الكثير من مبانيه وأجبر على ترحيل العائلات وأصاب اقتصاده الشلل الكامل، وأيضاً دمرت له سفينتان حربيتان والكثير من آلياته العسكرية وقتل منه العدد الكبير من الجنود... كل هذا حصل لأنه كان يقاتل حزباً لدى مقاتليه العقيدة القوية بالله سبحانه وتعالى وبالنصر أو الشهادة... فتحية كبيرة أقدمها إلى هؤلاء المقاتلين الشجعان الذين هزموا الجيوش الصهيونية، وحققوا ما عجز عن تحقيقه جميع الدول العربية الملاصقة لـ «إسرائيل»...

العدو الصهيوني أصابته الهستيريا والجنون فأخذ يضرب ويدمر كل ما تطاله يده من أهداف مدنية لاعلاقة لها بالحرب وخصوصاً في اليوم الأخير من الحرب... يوم السبت الذي من المفترض أن يكون يوم صيام عن الأعمال في الديانة اليهودية، لكن أية ديانة عند هؤلاء الذين قتلوا العدد الكبير من المدنيين في يوم السبت... أنا زرت المناطق التي ضربت في اليوم الأخير وشاهدت الدمار الكبير، ومثلما قلت بالأمس فأنا متأكد بأن الذي نزل على الأهالي والمباني والطرق لم تكن قنابل تحمل المتفجرات التقليدية، إنه نوع آخر من القنابل المتطورة والمحظورة دولياً كانت قد صنعت في الولايات المتحدة الأميركية وشحنت إلى «إسرائيل» عن طريق بريطانيا حتى يتم تجربتها على العرب...

هم يظنون بأننا لسنا من البشر الذي يستحق أن يعيش، لذلك أميركا تعمل الأسلحة الفتاكة بالبشر وترسلها لإسرائيل حتى ترى مدى تأثيرات اختراعاتها التدميرية... أنا رأيت صور الضحايا المساكين والذين يعتقدون بأنهم كانوا آمنين والموضوعة عند كل مبنى تم تدميره وهم موجودون فيه، إنها صور تقشعر لها الأبدان لأناس مقطعين ومحروقين.. وشاهدت المباني الكبيرة والتي تحولت إلى أكوام من التراب والحجارة، وشاهدت الجسور الخرسانية الكبيرة والتي نزلت على الأرض وكأنها من ورق الكرتون، وشاهدت الشوارع الكبيرة وهي مقطعة الأوصال بحفر كبيرة وتفيض منها البواليع... من يرى هذا المنظر يعتقد بأن هناك زلزالاً ضرب المنطقة ويعرف بأنه من المستحيل أن يكون هذا بفعل قنابل عادية تحمل متفجرات تقليدية مهما يكن وزنها...

عند المرور على الكورنيش في بيروت وعلى طول الشارع البحري تتمكن بسهولة من رؤية الزوارق الحربية الإسرائيلية وهي تحاصر لبنان بحراً، وإذا أنت رغبت في السفر إلى لبنان جواً فسوف تلاحظ بأن جميع الطائرات يجب عليها النزول والتفتيش في مطار عمان قبل أن تأتي إلى بيروت، وإذا أنت أردت الحضور إلى لبنان عن طريق البر فسوف تلاحظ بأن «إسرائيل» أرغمت الأمم المتحدة لكي تجبر لبنان على إرسال جيشه ومراقبة الحدود مع سورية، بما يعني أن «إسرائيل» فرضت حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على لبنان حتى تمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله سواء من سورية أو من إيران الحليفتين الرئيسيتين له... هذا هو الذي يعتقده الكثيرون ولكن هل هو صحيح؟...

في الواقع أنا زرت قسماً كبيراً من الحدود اللبنانية السورية ورأيت به الكثير من المداخل والمخارج والتي يصعب السيطرة عليها لابواسطة الجيش اللبناني ولاحتى بواسطة جيوش أجنبية من دول أخرى، وإذا أرادت سورية تزويد حزب الله بالسلاح فهناك العدد الكبير من الطرق عبر الجبال ولايمكن منعها و«إسرائيل» تعرف ذلك جيداً، ما يعني أن الحصار ليس من أجل منع الأسلحة من الدخول وإنما لحفظ وجه الحكومة الإسرائيلية أمام شعبها وأمام حلفائها حتى تبين للعالم أنها خرجت منتصرة من الحرب مع أن الجميع يعلم بأنها خسرانة ومحطمة... وإن شاء الله تكون هذه فاتحة الانتصارات للعرب الشجعان... فألف تحية لحزب الله..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1453 - الإثنين 28 أغسطس 2006م الموافق 03 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً