العدد 1453 - الإثنين 28 أغسطس 2006م الموافق 03 شعبان 1427هـ

تياركم... والأخطاء الأولى

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

قومٌ وجدوا حماة الدين، العارفين بأسرار الحياة (شيعة وسنة) زادت بهم رغبة التملك لمصائر الناس وطموحاتهم وصولاً إلى استملاك الأنفس، باتوا قلقين ترهقهم سلسلة المحرمات التي لا تنتهي، فبات عليهم واجب الدفاع عن النفس تكليفاً مقدساً، وذلك «حق»، فكان المنشأ بسيطاً مقبولاً تحت عبارة هادئة «لنا حق»، وليس «كل» الحق. لكن الأمر، لم ينته عند هذا الحد.

القوم، أصبحت أطيافهم أقوى، الفكرة بدأت بمجموعة تقول إن لهذه المجموعة... «حق»، لتصل الأمور إلى تيار تجمع أقطابه نيفاً وثلاثين جمعية ونقابة، مضافاً لها رأس مال كبير - رجال الأعمال البحرينيين - يقف وراءها بقوة.

قومٌ، بات تيارهم يعاني حالاً من «التخمة» في العدد، مع برمجيات واستراتيجيات أقل مما يجب، والذي لابد من الإقرار به أن إدارة وتنسيق «تيار» عملية تحتاج إلى جهد خرافي. وفي المحصلة، لا يمكن أن يكون مجمل ما وجدته عن تيار «لنا حق» كافياً البتة أمام هذه التخمة في العدة والعدد.

«لنا حق... تيار ضد الدين»، عبارة تمثل أهم الأخطاء الأولى التي لاحقت التيار، ولا فائدة من النقاش بشأن المتسبب الرئيسي في رواج هذه القناعة لدى عديد الأقلام الصحافية في البحرين عن التيار، الانتقادات التي وجهت للتيار أكبر مما يحتمل، قرأت واحداً واحداً، من هذه الانتقادات ما هو طالباني «المنشأ»، لا يستحق أكثر من تلك الدقائق التي أهدرتها في قراءاتها.

انتقادات أخرى كانت أكثر عمقاً وموضوعية، تستحق من الفاعلين في التيار قراءتها أكثر مما يجب أن أعلق عليها في هذه العجالة، والبعض منها تم عرضه في هذا الملف بشيء من التحليل والتدقيق.

الأخطاء الأولى، التي ساهمت في محاصرة التيار لم تلقَ ما تستحق من ردة الفعل المنهجية. كانت الأمور قابلة للتسوية في البدء، لكنها اليوم قد تكون صعبة. حتى أصبحت الصورة مشوشة، تلك ببساطة أضواء الليبرالية البحرينية، التي لم تعد تستطيع الدفاع عن نفسها، هذا تحت الزعم بأن ثمة أضواء لليبرالية في البحرين، ولا وجود لليبراليين بحرينيين وفق ما أفهم «الليبرالية» سواء «القديم» منها أو «الجديد».

وقبل أن تأخذني المهمات الرسولية للصحافي، فأجد أني بصدد توجيه نصائح كحكيم عجنته السياسة، أتوقف برهة، وأتوقف عن الاسترسال في الأخطاء الأولى.

غداً، أجد أن الأمر الذي لابد أن يتم تحديده في هذا التيار الناشئ هو تكونه السياسي، فالحديث عن عدم التسييس يذكرني بخبر طريف قرأته قبل أيام بشأن بيان مجالس المحرق الأهلية التي اتفقت على عدم تسييس الانتخابات...!

إن تياراً ليبرالياً مهمته الدفاع عن الحقوق الفردية للإنسان البحريني لابد أن يكون خوفه من المشاركة السياسية بفاعلية مجرد مزحة. على التيار أن يكون قادراً على الولوج في معترك المسرح السياسي في البحرين دون الاكتفاء بالفرجة، أو التباكي من المهمات الرسولية للإسلاميين

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1453 - الإثنين 28 أغسطس 2006م الموافق 03 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً