إذا أردت أن تسافر إلى الزمن الماضي، الزمن الذي يغيب فيه الإنترنت والكمبيوتر وتختفي فيه كل ملامح التكنولوجيا المتقدمة فما عليك سوى زيارة إحدى المكتبات العامة في البحرين.
ربما أكون مبالغاً في مقدمتي هذه فجميع المكتبات العامة بالملكة تحتوي على حواسيب ونظام فهرسة تقني فائق الأداء، ولكن بالنسبة إلى القارئ والزائر للمكتبة يرى هذه الكمبيوترات الموجودة مجرد تحف تعبر عن مستقبل تنتظر إليه المكتبات.
فمعظم المكتبات العامة في البحرين لا يمكن للزائر أن يستخدم فيها الكمبيوتر والإنترنت للبحث عن كتاب معين أو معلومة محددة ويكاد يكون في المكتبة كمبيوتر واحد لأمين المكتبة فقط، بمعنى أن الخدمات التقنية لزائري المكتبات العامة معدومة.
الكل يدرك أن المكتبات لم تعد خزينة معلوماتية في ورق وقلم فقط ولكن التقنية الحالية للمكتبات تفرض نوعاً آخر من المكتبات وهي المكتبات الرقمية الإلكترونية التي تكون على شبكات الإنترنت وبذلك عند دمج الخدمات التقنية في المكتبات العامة فإنه سيكون لها أثر إيجابي كبير في رفع الوعي الثقافي لدى المواطنين بصورة كبيرة وسريعة.
إننا نأمل في أن نرى مكتباتنا العامة في البحرين بصورة مواكبة للتقدم التقني بحيث تتوافر بها معظم وسائل التكنولوجيا الحديثة من كمبيوترات وأقراص مدمجة ونسخ للكتب إلكترونية وخدمات اشتراك مع المكتبات العالمية وغيرها وبذلك نشعر فعلاً بدورها وأهميتها في بلد يشهد ثورة في الإنجازات التقنية الكبيرة، فيتكامل دورها مع مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل.
لا أنكر أن هناك إمكانات محدودة في المجال التقني ببعض المكتبات العامة فهي تحاول أن ترتقي بنفسها مع الركب التقني ولكن تبقى بعض المكتبات بحاجة إلى الأمور الأساسية للمكتبة فضلاً عن التقنيات الحديثة وتبقى كلماتي هذه أجراس تنبيه...
محرر كمبيونت
العدد 1452 - الأحد 27 أغسطس 2006م الموافق 02 شعبان 1427هـ