من المؤسف أن بعض الصحف المحلية تدعي المهنية والدقة وهي تثبت يوماً بعد الآخر أنها أبعد ما تكون عن أبسط اشتراطات أخلاقيات العمل الصحافي، عموماً وفي الوقت الذي شاركت إحدى الصحف في مؤتمر صحافي نظمه أهل قتيل المحرق مهدي عبدالرحمن قبل أيام، وكتبت بالبنط العريض على صفحتها الأولى على لسان شقيق القتيل أن «القاتل عرض مسدسه للبيع قبل الجريمة وأخفاه في مسجد شيخان بعد مطاردته»، تخرج في اليوم الثاني برد للنيابة العامة يلقي باللوم على صحيفة «الوسط»، بل وتقوم بذكر اسم «الوسط» وكأن «الوسط» هي الوحيدة التي حضرت المؤتمر الصحافي ونشرت بكل مهنية وموضوعية ما دار فيه.
الصحيفة المذكورة، وجدت ضالتها في الرد الذي بعثت به النيابة العامة للتملص من مسئوليتها تجاه ما نشرته على لسان شقيق القتيل، فوجدت في ذكر اسم «الوسط» مخرجاً لتلقي باللوم عليها، كما لو أنها لم تشارك مع الصحف الزميلة الأخرى في المؤتمر الصحافي نفسه ولم توازيها في وقت نشر المعلومة، ولعمري أقول: «شر البلية ما يضحك»، ونحن هنا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن القائمين على «الزميلة» لا يقرأون ما تنشره صحيفتهم فهذه مصيبة، وأما أن تلك «الزميلة» تحاول استغباء الآخرين وتراهن على أن القارئ ذاكرته مخرومة لدرجة أنه ينسى ما تنشره الصحف قبل يوم واحد فقط فالمصيبة أعظم.
ثم كان من الأولى على النيابة أن تتأمل في الصحف وتقرأها بإمعان قبل أن تصب جام غضبها على صحيفة بذاتها دون غيرها، وبدلاً من أن تتحدث عن الواقع والخيال، كان من المفترض منها أن توفر المعلومات للصحافيين وتجيب على أسئلتهم، بدلاً من أن تتركهم للتكهنات والمعلومات المغلوطة في ظل الضغوط التي تمارس على الصحف المحلية من قبل الشارع العام المتعطش لمعرفة الحقيقة.
وأخيراً... إنها دعوة مخلصة للالتزام بأخلاقيات المهنة الصحافية، لأن التخلي عن هذه الأخلاقيات ليس في مصلحة أحد بقدر ما يهشم صورة البعض في عيون الناس، ونشعر أن مسئوليتنا المهنية تقتضي أن ننبه جميع زملائنا إلى ضرورة الالتزام بالعرف الصحافي وأخلاقيات مهنتنا
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1449 - الخميس 24 أغسطس 2006م الموافق 29 رجب 1427هـ