العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ

الغذاء

علياء علي alya.ali [at] alwasatnews.com

يتوقع ان يكون لاتفاق منظمة التجارة العالمية )الجات( تأثيرات واسعة على الواردات الغذائية. وعلى رغم ان هذا الاتفاق أعطى بعض الامتيازات للدول الأقل نمواً بحماية صناعتها الناشئة باجراءات كمية وغير كمية مع حق الحصول على منح وقروض لمواجهة تضخم فاتورة الواردات الغذائية، فإن دول مجلس التعاون الخليجي لا تقع ضمن هذا التصنيف والمعروف ان معظم الصناعات الغذائية في دول المجلس قد تطورت بشكل ملحوظ بفضل الدعم السخي الذي تقدمه هذه الدول لتنمية التصنيع الغذائي المحلي.

ومن الامور المهمة التي تطالب بها الجات الغاء الأفضليات في التعامل التي تقدمها دول مجلس التعاون الى بعضها بعضاً، وكذلك الى دول عربية اخرى كأعضاء في اتفاقات اقليمية او ثنائية وذلك لان اتفاق الجات يقضي بان تنتقل تلقائياً أي ميزة تقدمها دولة لدولة اخرى الى جميع الدول الموقعة على الاتفاق. وهذا يعني ان الكثير من الدول التي لها قدرة على انتاج وتصدير منتجات غذائية منافسة ستدخل السوق الخليجية وتنافس الانتاج المحلي. واذا كان الانتاج المحلي أعلى سعراً او اقل جودة فإنه سيتأثر سلباً.

ومما يفاقم الوضع ان اتفاق الجات يلزم الدول الاعضاء بالغاء الدعم الحكومي للانشطة الاقتصادية الوطنية وهذا سيؤثر بشكل كبير على قدرة المنتجات الغذائية الوطنية في المنافسة نتيجة ارتفاع أسعارها في الاسواق. وتطالب اوروبا بخفض الدعم الحكومي للصناعات الغذائية بنحو 20 في المئة بالإضافة الى خفض الدعم الحكومي للصادرات بنحو 35 في المئة وهذا يعني زيادة في فاتورة المواد الغذائية بالنسبة إلى الدول النامية ومن ضمنها دول مجلس التعاون الخليجي.

اما بالنسبة إلى أهمية حماية حقوق الملكية الفردية، فانها تعود إلى أن السلع والخدمات هي نتاج فكري انفق عليه الكثير من المال من خلال الابحاث والدراسات وبالتالي فمن حق الشركة المالكة حماية هذه السلع او التكنولوجيا او غيرها من الغش والتزوير والسرقة. ولقد تبين من الكثير من المؤشرات ان دول المجلس تعاني من تقليد السلع الغذائية والغش التجاري، وإن كان ذلك يتفاوت من دولة الى اخرى. وعلى رغم ان تطبيق حقوق الملكية الفكرية سيكون له مردود ايجابي على المستهلك الخليجي فإن بعض الصناعات الوطنية التي اعتمدت على تقليد المنتجات الغذائية او التشبه بها من حيث البطاقة الاعلامية وغير ذلك ستتأثر سلباً إذ سيكون من حق الشركات الاصلية التدخل واقامة الدعوى القضائية على المقلدين.

كما اوضحت الدراسات ان دول المنطقة تعاني من تلوث الاغذية المستوردة بشكل كبير. وفي احدى الدراسات في دولة الإمارات العربية قبل عدة سنوات بشأن تلوث الاغذية المستوردة والمحلية بأحد انواع البكتيريا المسببة للمرض تبين ان 35 في المئة من الاغذية شبه المطبوخة مثل البرغر والكفتة وكرات اللحم كانت ملوثة بهذه البكتيريا. لذلك يتوقع أن يساعد اتفاق الجات على رفع وتحسين جودة المنتجات الغذائية في دول المجلس. وفي الحقيقة ان معايير الجودة والنوعية التي يطالب بها اتفاق الجات ليست بالمعايير الصعبة التحقيق ولكن درجت بعض الشركات العلمية على عدم التقيد بالمعايير المطلوبة نظرا إلى التسهيلات وسياسة غض البصر التي يتبعها جهاز الرقابة في الدولة نفسها او في بعض الدول الخليجية

إقرأ أيضا لـ "علياء علي"

العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً