العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ

أحياء سنغافورة - 3

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

هل هناك مكان آخر في العالم به مثل هذا الخليط الفريد من شعب في بلد مثل سنغافورة لا يضايقك، وشوارع آمنة يمكنك السير بها حتى في منتصف الليل ومراكز تسوق مفتوحة 24 ساعة في بيئة خضراء ونظيفة بها كل سبل الراحة المتاحة في الحياة وسبل نقل يسيرة بطول الجزيرة وعرضها وآخر التقنيات التي تبقيك على اتصال بباقي العالم؟

كل هذا ومناخ استوائي طوال العام للاستمتاع بتنوع الطعام الهائل الذي يخلقه هذا المجتمع المكون من أعراق كثيرة تتناوله وأنت تشاهد ثقافة وفنونا مليئة بالحياة أثناء زيارتك أرقى المعالم السياحية.

اخبرني احد السنغافوريين ممن التقيتهم بانهم لا يجدون في كل هذا أمرا غريبا لأنه يحيطهم كل يوم ولكن الأغراب الذين يزورونهم يذكرونهم بمدى تفرد بلادهم وتميزها بقوانينها الصارمة بالنظافة.

اما الطعام السنغافوري فهو عبارة عن رواية حلوة المذاق مستمدة من اللوحة الثقافية الفريدة للبلاد وكيف نسجت خيوطها المختلفة معا فتغير لونها أثناء ذلك.

فطرق تحضير الطعام التي جاءت إلى سنغافورة من الهند والصين وغيرها من دول المنطقة قد تحمل أسماءها الأصلية إلا أنها تغيرت تغيراً تاماً الى السنغافورية.

وقد تجد ذلك في احيائها الرائعة مثل «الهند الصغيرة» حيث لا يمكن ان تدير رأسك للبهارات ورائحة الاطعمة الهندية التي ذكرتني ببعض احياء المنامة التي يقطن غالبيتها الآسيويون الهنود الى تألق المحلات بأقمشة الساري الهندية المتعددة الالوان وحليها الفضية والذهبية التي لا تختلف كثيرا عن تلك الموجودة في المنامة القديمة لكن الفرق انها في كامل نظافتها وتناسقها.

ومثلما نجد الحي الصيني منتشرا في غالبية عواصم ومدن العالم الحيوية فان الامر لا يختلف كثيرا في سنغافورة فقد بني الحي الصيني في العام 1821 مع وصول السفن الصينية الشراعية الأولى من مقاطعة فوجيان الصينية. وقام ركاب هذه السفن وكلهم من الرجال بالاستقرار جنوب نهر سنغافورة بحثا عن الرزق وهجرة ديارهم المعدمة غير ان تاريخ هذا الحي كان ملاذا للافيون وبيوتا لـ «الضيوف الجدد»، الاسم الذي كان ينعت به عمال الميناء من الصينيين وهو اليوم مليء بالمطاعم والمحلات الصينية المختلفة.

اما في «كامبونغ كلم» الحي الذي سمي نسبة الى شجرة «كلم» التي كانت تنمو هناك وايضا المقر التاريخي لملوك الملاي في سنغافورة فقد تم تحويل قصر السلطان السابق إلى متحف للتراث وهو مركز تراث الملاي لعرض التاريخ والثقافة الغنيين لجالية الملاي المسلمة بسنغافورة.

أما إذا وجدت نفسك تنظر بدهشة وأنت تتمشى على شاطئ نهر سنغافورة، فقد يكون ذلك لأنك وجدت نفسك فجأة في مواجهة بعض التماثيل البرونزية بالحجم الطبيعي تبدو كأنها حية ترزق

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً