العدد 1447 - الثلثاء 22 أغسطس 2006م الموافق 27 رجب 1427هـ

Over the Hedge

محمد سليمان comments [at] alwasatnews.com

.

فيلم Over the Hedge، وترجمة اسم الفيلم الى العربية تكون «فوق سياج الشجيرات» من الافلام الكارتونية التي تستفيد من التكنولوجيا الرقمية لتصوير قصة كارتونية (انيمي) تتمحور حول أهمية الروابط العائلية والتضامنية، وتتحدث عن الرفاه الذي تحققه الطبقة المتوسطة، ولكن ذلك الرفاه قد يغفل قيما جوهرية تدخل في صميم التكوين المجتمعي.

الفيلم يبدأ بشخصية الثعلب المحتال، وهو «الراكون» الذي يتخذ اسم «ار. جي»... الراكون كان يحاول شراء كيس من رقائق البطاط من ماكنة الشراء الاتوماتيكية... الماكنة تأخذ مال الراكون وترفض إنزال الكيس، ومهما حاول من ضرب على الماكنة، فإن الكيس أصبح عالقاً ولا يخرج من مكانه... فجأة يتذكر أن هناك «دباً» لديه كل ما يشتهيه من الأكل، وأن الدب نائم في مغارته ينتظر اكتمال البدر في منتصف الشهر القمري ليأكل ما جمعه من مأكولات لذيذة أخذها من بني البشر... يقوده طمعه إلى مغارة الدب ليقوم بسرقة كل شيء من دون أن ينتبه الدب، سوى انه يلتفت الى علبة من رقائق البطاطا لم يسرقها فيعود إليها، وفي هذه اللحظة تتساقط السرقات وينتبه الدب، ليهدد الراكون بأنه سيتم أكله بدلاً من السرقات التي تساقطت الى اسفل الجبل اذا اكتمل البدر ولم تعد كل الأشياء التي ضاعت من الدب (ومن الثعلب أيضا) الى سابق عهدها...

ينطلق الراكون الى الحي الجديد الذي اكتمل وتسكنه مجموعة من عوائل الطبقة المتوسطة الثرية بالمأكولات وبكل ما توفره الحياة المليئة بالبذخ. الحي الجديد تمت إحاطته بسياج من الشجيرات Hedge وتتبقى بقعة صغيرة على الجانب غير المسكون من السياج... وفي تلك البقة تفوق من النوم مجموعة من الحيوانات العشبية التي تنام طوال الشتاء وتنتبه في بقية ايام الفصول الاخرى لتجمع الاكل للشتاء المقبل... المجموعة بقيادة السلحفاة (فيرن) التي تحوطهم بالحنان والعناية، وتحتوي أيضاً على السنجاب النشط جدا (هامي) وعلى الجراب (ام وابنتها «هيذر»)، والظربان (انثى اسمها «ستيل»ا ورائحتها كريهة جدا) ... الظربان تغازل لاحقا قطا فارسياً في احد المنازل بعد ان تتنكر على شكل قطة.

الراكون يجد انه لن يستطيع جمع الاكل الذي يريده من الحي الغني الا بمساعدة هذه المجموعة من الحيوانات العشبية، ولذلك يقوده دهاؤه لاستغلالهم من خلال الدخول بينهم لاقناعهم بالقيام بسرقة الاكل (ومن ثم تسليم الاكل المسروق الى الدب وانقاذ نفسه)...

تبدأ المنافسة بين الراكون الماكر وبين السلحفاة طيبة القلب على قيادة مجموعة الحيوانات العشبية... الحيوانات تخاف من سياج الشجيرات، ولكن الثعلب يقول لهم ان الحياة السعيدة تكمن فوق سياج الشجيرات Over the Hedge ويدخل في حوارات ويقوم بأخذ بعض منهم ويسرقون شيئا من القمامة لاقناعهم بما يتواجد من نعيم هناك... ومن ثم يقول لهم بأن ما يتوافر داخل المنازل افضل بكثير من حاويات القمامة...

السلحفاة تحذرهم من الانقياد للراكون الماكر الذي سيغير نمط حياتهم نحو المجهول، ولكن اثناء التحذير تخطأ السلحفاة وتصف مجموعة الحيوانات العشبية بالبساطة والغباء، ما يؤدي الى انقلاب الوضع عليها وانضمام الحيوانات الى خطة الراكون الماكر... تضطر السلحفاة بعد ذلك الى التنازل عن مبادئها وتنضم مع المجموعة بقيادة الراكون... وتبدأ الخطط المملوءة بالفكاهة والمفارقات والتداخلات.

رئيسة رابطة مالكى المنازل اسمها «أليسون جايني»، وهي مغرورة وتستحق الحصول على الاذى، وفي آخر الامر يكون منزلها هو الذي تستهدفه خطة الراكون الماكر... جايني تستعين بشركة لقتل الحيوانات الضالة، لكن الخطة المعاكسة للراكون تستفيد من التعاون بين المجموعة الحيوانية التي تعمل كخلية واحدة تحت خطة واضحة وقيادة ذكية... ومن ضمن الخطة الحصول على مفتاح معلق حول رقبة القط الفارسي الذي تملكه جايني... وعليه يقوم الثعلب بإقناع الظربان (ستيلا) بالتنكر على اساس انها «قطة» ويتم صبغها بالفحم، وتذهب الى القط لتستغله وتأخذ منه ما تريد... وفي هذه المحاولة قصة غرام تحمل مدلولات عدة تقول إن من يقع في الغرام لا يهمه شيء وحتى الريحة الكريهة تصبح بالنسبة إليه شيئاً جميلاً... القط الفارسي يعرض نفسه على حبيبته (الظربان هيذر) ويعرف نفسه بان اصله فارسي واسمه «أوميد محمود دجيلي»... ومن ثم يفسح المجال للحيوانات الاخرى بتنفيذ عملية السرقة بينما يكون منشغلا بالمغازلة...

تنجح الخطة، سوى ان الراكون يتذكر ان عليه ان يسرق علبة من رقائق البطاطا، ويحصل ما حصل نفسه في بداية الفيلم عندما حاول سرقة الدب، اذا يؤدي به طمعه غير المحدود الى اكتشافه، وتبدأ المطاردات... ويقوم بالهرب بالمأكولات لوحده ويسلمها الى الدب بينما يتم القبض على بقية المجموعة الحيوانية ويتم إرسالها في سيارة خاصة بالشركة المتخصصة في ابادة الحيوانات الضالة والحشرات.

في الأخير، يصحو ضمير الراكون، وينقلب 180 درجة ويهرب من الدب بعد ان يرمي بالمأكولات على السيارة التي كانت تقل المجموعة الحيوانية، وينقذها ومن ثم تتصالح الحيوانات وتعود للعيش في مكانها الطبيعي بعيدا عن الاعمال المخالفة لطبيعتها.

الفيلم يحتوي على الكثير من اللقطات الجميلة، ومن بينها عندما احتاج الراكون الى سرعة السنجاب (هامي) وقام بتشريبه الكولا، ما ادى إلى أن تزداد سرعته الى درجة تبدو أن الكرة الارضية قد توقفت عن الدوران بينما هو يسابق الزمن ليطفئ جهاز الانذار قبل ان تتمدد الخطوط الضوئية الحمراء التي كانت ستمنع الحيوانات من تنفيذ الخطة... أن الفيلم يعطي معاني جميلة في القيادة الماكرة مقابل القيادة العطوفة، ويوضح كيف ان الطمع هو الذي يوقع المجرم في المصيدة في كل مرة

العدد 1447 - الثلثاء 22 أغسطس 2006م الموافق 27 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً