عشرات البحرينيين العاطلين عن العمل تعج بهم أروقة وزارة العمل يومياً... طلبات إسكانية متنوعة تقدر بالآلاف، موازنات ضخمة ترصد لحلحلة مشكلة الإسكان العصية على الحل التي تؤرق مضجع الكثير من أبناء هذه الأرض، وفي قبال معضلتي العمل والسكن تطل علينا الإدارة العامة للجنسية والجوازات والإقامة بسعي حثيث خلال اليومين الماضيين - وربما قبل ذلك - بمنح الجنسية لأعداد كبيرة من الآسيويين من جنسيات مختلفة التي لا يعلم أحد حصيلتهم، ما العمل ماذا عسانا أن نقول إلا أهلاً بكم اخوة في «الجنسية البحرينية»!

الاستحقاق الانتخابي المقبل، ربما يكون هو الدافع الأول والأقوى الذي تتستر خلفه نوايا هذا التجنيس السياسي، قد نكون أخطأنا المعادلة، لكن هل من إجابة تشفي الغليل وتفصح عن السر المخفي وراء تجنيس مئات الآسيويين بعد أسابيع من فض دور الانعقاد للمؤسسة التشريعية المنتخبة شعبياً؟

ألا يحق لنا ولغيرنا من مواطني هذه الأرض أن نسأل، لماذا هذا السباق المحموم في بحرنة الآسيويين؟، لماذا تقدم المؤسسة الرسمية على تجنيس الآسيويين في حين أن ملف العشرات من العائدين إلى الوطن لم تجد طريقها إلى الحل بعد؟ لماذا يجنسوا وفي المقابل تشكو عشرات العوائل البحرينية ظروفاً معيشية صعبة، منزل بدأ العد العكسي للسقوط على رأس قاطنيه، ومصدر رزق بدأ يزاحمه ذاك «البحريني الجديد»، لا لشيء، لكنه بات يحمل ذاك «الكنز الأحمر»