الإنترنت فضاء شاسع تضيع فيه البوصلة فكيف بمستخدمه، وما ان تريد ان تبحث عن موضوع في محركات البحث حتى تجد نفسك تائهاً بين النتائج التي تتوافر لك، فهل يمكن الحد من هذه المشكلة وهل يمكن لأحد أن يعيد ترتيب ويفهرس هذه الشبكة إن صح التعبير.

المشكلة الأساسية ليست في الشبكة وإنما في مصممي المواقع فكل يوم تقريبا أصبحنا نسمع عن ظهور منتدى عربي هنا أو موقع هنالك، سواء أكان تابعاً لجهة معينة أم يطغى عليه الطابع الشخصي، وما إن تدخل هذا الموقع حتى تجد نفسك في فضاء آخر فعناصره مبعثرة بين حاجات الطالب والمدرس والمهندس والطبيب بل حتى الطفل، مع حشو هائل لنوافذ الدردشة والموسيقى والطرب، وكأن مصمم الموقع يريد أن يحوي العالم كله من خلال نافذته.

إن غياب تخصص المنتديات أو المواقع الإلكترونية هو الدافع الرئيسي أمام تخبط المستخدم أثناء إبحاره في الشبكة العنكبوتية فتراه في متاهات المواقع ما ان يدخل في نافذة لا يستطيع أن يخرج منها، فمعظم المنتديات الموجودة على الشبكة منتديات عامة غير متخصصة ويكاد يصعب علينا أن نجد موقعاً عربياً متخصصاً في الفن أو الكيمياء أو الهندسة... إلخ.

لا ننكر أن هناك رصيداً متواضعاً من المنتديات والمواقع العربية المتخصصة، فنحن نسعد بالتفاعل معها والمشاركة فيها، لأننا نجد فيها مساحة تفاعلية تغني ععما نفتقدر إليه من قلة في المعلومات، وتبادل الخبرات بل يسهل علينا الإلمام في الجوانب التي يتخذها محور موضوعاتها، لكن معا إن تتكرر زيارتنا لها حتى نجد أنفسنا أما عقبة أخرى هي ضعف مكوناتها وشحة معلوماتها بل أحياناً تعاني من المشكلات التقنية والفيزيائية في تصميمها، وربما يغيب هذا الموقع أو يُغلق وبذلك نلجأ مرة أخرى إلى موقع آخر مكمل له أو موقع أجنبي نجد فيه ضالتنا المنشودة.

إن هذه العقبات التي تواجهنا أثناء تصفح الإنترنت سببها هو عدم الاهتمام بمصممي المواقع، فمعظم المواقع تكون نتاج جهود فردية وبذلك لا يُضمن لها الاستمرارية، ولذلك أرى أنه من الواجب على مؤسسات المجتمع إذا لم تكن راغبة في تكوين موقع يكون دليلاً مختصاً لمادة تأخذها على عاتقها، فإنه من الأولى لها تبني المواقع الشخصية الجادة والمشاركة بها بل تمويلها، على أمل أن نرى المواقع العربية كريمة في عطائها ككرم شعوبها