في كل دولة من دول العالم نجد أن النساء متشابهات في كل شيء، كما الرجال متشابهون أينما كانوا. ومن بين الصفات التي تجمع نساء العالم صفة الإخلاص في أداء الأعمال التي توكل إليهن، خصوصاً إذا ما كانت الأعمال الموكلة إليهن من هي من صميم أعمالهن. والمرأة البحرينية خصوصاً متميزة في أدائها لأعمالها، فهي نشيطة، ومجتهدة، ولديها القدرة على العطاء اللا محدود، ولكنها اليوم تعيش ذلك العطاء الكبير على مستوى العمل الذي تؤديه فقط، لا على مستوى أعمق من ذلك كأن تمنح الفرصة للانتشار على مستوى المجتمع البحريني عموما لتظهر فيه بالشكل الذي تطمح له. وتستثنى قلة وجدن الفرصة لذلك، وبعضهن وجدنها ولم يحسن التعامل معها. وإذا ما عرجنا إلى واقع الإعلامية البحرينية فإنها فعلاً لم تحقق شهرتها حتى الآن، سيدات الأعمال البحرينيات يتمتعن بشهرة أكبر منهن على رغم أن الإعلاميات هن من يجب أن يعشن الموقف الوطني بدقة، وتلك لعبة الظهور. وقتنا الحالي يؤكد حاجة الإعلامية البحرينية إلى الظهور بشكل أوسع، وخصوصاً أنه يشير أن نسبة حضورهن في ارتفاع ملحوظ، وفي شتى المؤسسات الإعلامية. ومن جانب آخر، إذا ما حاولنا الربط بين واقع المرأة الإعلامية في البحرين من جهة والترشح للانتخابات النيابية أو البلدية المقبلة من جهة أخرى، فإن الواقع يخبرنا من دون أن ننظر إلى الموضوع بنظرة سلبية أنها لا تمتلك الشهرة الكافية، وإن كانت كذلك، فإنها شهرة محدودة، وفي الوقت الذي نعلم فيه أن إجمالي مساحة البحرين لا تتعدى الـ 706,55 كيلومترات مربعة، فإن أبسط ما يجب أن تناله الإعلامية البحرينية هو حقها من الشهرة العادلة. باتت الإعلامية البحرينية تحبط نفسها إذ لا تجد التشجيع والحوافز التي بالتأكيد هي ما يسهم في رفع معنوياتها وتحفيزها نحو تقديم الأفضل، الواقع اليوم يفرض نفسه عليها وكأنه يهاتفها: ادفني نفسك في أي جهة أخرى أو عودي لقواعدك وأعمالك الروتينية في المنزل. إعلامياتنا لايزلن غافلات عن خطوة مهمة جدا وهي ممارسة الإعلام بطريقة ذكية وإبداعية يستطعن من خلالها إيصال الأفكار التي يردنها وبمجهود أقل، ودون تدخل أي رقيب، هذا لا يتأتي إلا إذا كانت توجهات الإعلامية تتماشى وتوجهات الموسسة الإعلامية التي تعمل بها، عبر كتابة المقالات التي تتميز بتخصص قرائها، هذه الفرصة الأخيرة إن فكرت فيها النساء فإنها غير موجودة في البحرين، إلا بالمجان، الأمر الذي لن ترضاه هذه الطموحات الموجل. وكذلك على مستوى الإذاعة والتلفزيون، فإن وزارة الإعلام في البحرين بإمكانها أن تستثمر الإعلاميات اللاتي ترفضن الوقوف أمام شاشة التلفزيون بأن تجعلهن يقفن خلفها عبر مهمام إعداد البرامج أو تقديمها في الإذاعة، والقيام بتحرير الأخبار والتقارير، بدلا من أن تقتل طموحات الإعلام فيهن من خلال وضعهن في أقسام متخصصة في العلاقات العامة وتنظيم الاحتفالات والحفلات. وعلى رغم تأكيد الكثير من الشخصيات توجه الوزارة نحو دمج الإعلاميات المتحجبات في التلفزيون، فإنني لا أزال غير متأكدة وغير مقتنعة من ذلك، مع احترامي لوجهات النظر الصريحة في الموضوع، وخصوصاً أن المحسوبية لاتزال تؤدي واجبها بالكامل في الكثير من وزاراتنا. إذاً، لو بحثنا عن الأفكار الاإبداعية فسنجدها...لأنها كالكلمات، متى ما أراد الشخص الحصول عليها فسيتمكن من ذلك، في أي وقت وفي أي مكان، إلا أن الواقع في البحرين لا يشير إلى وجود أي مؤشر يدل على تطوير هذه الافكار الإبداعية لأنه وبكل بساطة يشير إلى... قتل الإبداع فقط، لذلك لابد أن تتحرك الإعلامية البحدينية سديعا لتجد لها أسلوبا تجد من خلاله نفسها قبل فوات الأوان حتى تكون سيدة نفسها بنفسها
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 1444 - السبت 19 أغسطس 2006م الموافق 24 رجب 1427هـ