الموضوع الرئيسي للاحتفال باليوم الدولي للشباب هذا العام هو «التصدي معا للفقر: الشباب والقضاء على الفقر». شباب العالم، الذي يبلغ عددهم الآن أكثر من مليار، هم مورد بشري رئيسي للتنمية، ويمكن أن يكونوا عناصر أساسية للابتكار والتغيير الاجتماعي الايجابي. ومع ذلك، فإن اتساع نطاق الفقر بين الشباب يحرم العالم من تلك الامكانات. ففي عالم يتمتع بثروات ضخمة، يكد واحد من بين خمسة أشخاص تقريباً تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 للعيش بأقل من دولار في اليوم، ويعيش نصفهم تقريباً بأقل من دولارين في اليوم. وعلاوة على ذلك، على رغم أن الشباب يشكلون ربع القوى العاملة في العالم، إلا أنهم يمثلون نصف العاطلين عن العمل فيه. إذ تجد أسواق العمل صعوبة في توفير مهن مستقرة ذات مستقبل جيد للشباب، باستثناء من تلقوا تدريباً رفيع المستوى. فمن دون عمل كريم، يظل الشباب عرضة للفقر خصوصاً، وهو ما يعقد بدوره إمكان الحصول على التعليم والخدمات الصحية الأساسية، ويشكل معوقاً آخر لإمكان حصولهم على العمل. وعلى المدى البعيد، سيواجه الشباب المحرومون عقبات أكبر طريق التقدم، وقد لا يستجمعون مصادر القوة التي تكتسب عموماً من خلال العمل الثابت الطويل المدى، مثل امكان الوصول إلى الأصول والموارد، والشبكات الاجتماعية القوية ومركز اتخاذ القرار في الأسرة أو المجتمع. فالتحدي الذي يواجهنا واضح: لا بد من أن نولي المزيد من الاهتمام للتعليم، لاسيما مرحلة الانتقال من التعليم إلى العمل. ويجب أن تصبح قدرة الشباب على الحصول على العمالة الكاملة والمنتجة الهدف الرئيسي لاستراتيجيات التنمية الوطنية، بما في ذلك سياسات الحد من الفقر. واعترف المجتمع الدولي بما يطلق عليه الخبراء الآن إشباب الفقر، وجعله مجالا من مجالات الأولوية في برنامج العمل العالمي للشباب للعام 1995. وقد تناول البرنامج الشباب بوصفهم شركاء على قدم المساواة في الجهد العالمي الموجه نحو القضاء على الفقر وتحقيق الأهداف الانمائية للألفية. وقد أعادت القمة العالمية للعام 2005 تجديد التزام الحكومات ببرنامج التنمية وعززته، ما أدى إلى اتاحة فرص جديدة لاشراك الشباب في العمل المتعلق بالمسائل التي تمسهم. ولذلك، دعونا، في هذا اليوم الدولي للشباب، نغتنم الفرصة ونضاعف جهودنا لدعم الشباب واطلاق امكاناتهم الضخمة لصالحنا جميعاً
العدد 1442 - الخميس 17 أغسطس 2006م الموافق 22 رجب 1427هـ