لقد ضرب الرئيس العراقي جلال الطالباني قبل أيام مثالاً جسد فيه صورة العراق الجديد الذي يحترم فيه الإنسان بغض النظر عن انتماءاته، العراق الديمقراطي الذي طال انتظاره ويقدم له الشعب يوميا عشرات القرابين.

الرئيس المنتخب ديمقراطياً من الشعب قدم اعتذاراً شخصياً وعبر وسائل الإعلام لآية الله الشيخ محمد اليعقوبي الأب الروحي لحزب الفضيلة ولأنصار الحزب الذين تظاهروا احتجاجا على مادة صحافية نشرت في إحدى الصحف الكردية واعتبروها لا تليق بمرجعهم الديني.

هكذا وبكل بساطة الرجل الواثق وهيبة السلطة «اعتذر» الرئيس «لأبناء شعبه بعد أن اكتشف أن هناك خطأ ارتكب ويجب تصحيحه، فكان عند حسن من انتخبوه في يوم مشهود زحف فيه ملايين العراقيين إلى صناديق الاقتراع غير آبهين لسيارات وأحزمة الموت.

وانا اقرأ تفاصيل هذا الخبر عدت بذاكرتي قليلا للوراء وسألت مع نفسي، ماذا لو حدثت هذه الواقعة في زمن النظام السابق؟ وطبعا لم أجد صعوبة كبيرة في الإجابة فقد تزاحمت في راسي صور «الإجراءات الفورية» التي كانت ستقوم بها كل أجهزة النظام الأمنية والعسكرية والاستخبارية من قتل وبطش واعتقال وتعذيب في سجون ومعتقلات كان مجرد ذكر اسمها أمام المواطن العراقي تكفي لان يفكر ألف مرة قبل أن يرتكب أية حماقة من هذا النوع !