طالعنا جميعاً النائب البريطاني العمالي «جورج غالوي» وهو يهاجم تغطية وسائل الإعلام للحرب الدائرة في لبنان، إذ اتهمها بالانزياح نحو دعم «إسرائيل» واصفاً حزب الله في مقابلته مع شبكة «سكاي» بأنه يمثل «مقاومة شرعية، وأن «إسرائيل» هي المعتدية لا حزب الله».
النائب البريطاني علق على المشهد اللبناني بقوله «قبل 24 سنة، وفي اليوم الذي ولدت فيه ابنتي التي احتفلت قبل أيام بعيد ميلادها، كان عليّ الذهاب بسرعة إلى المستشفى لرؤيتها بعد الخروج في تظاهرة في لندن ضد الغزو الإسرائيلي للبنان. (إسرائيل) قامت بغزو واحتلال لبنان مرة بعد مرة طوال سنين حياة ابنتي الـ 24. حزب الله جزء من حركة المقاومة اللبنانية التي تحاول إخراج المحتل الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية بعد نجاحها العام 2000 في إخراجه من معظم الأراضي التي كان يحتلها العام 2000، كما يحاول إطلاق سراح الآلاف من الأسرى اللبنانيين الذين اختطفتهم (إسرائيل) أثناء غزوها واحتلالها غير القانوني للبنان».
هاجم غالوي تحيز وسائل الإعلام الغربية لوجهة النظر الإسرائيلية وطبعاً حاول ربط هذا التوجه بمحاولات استرضاء الإمبراطور الإعلامي «مردوخ»، وهذه النقطة هي الزاوية المركزية في مقالة اليوم.
النزوح نحو استرضاء «مردوخ» وجد نسخة مقاربة في الإعلام العربي الذي شن سمومه تجاه المقاومة في لبنان، فالذين سلطوا أقلامهم تجاه حزب الله كانوا يحاولون استرضاء الحكومات العربية التي أصبحت ممولة رئيسية للقنوات الفضائية التي تصنف نفسها على أنها «مستقلة»، «خبرية» و«محايدة».
الإعلاميون العرب في الشهر الماضي مارسوا أسوأ أدوار الإعلام في التاريخ العربي، بعض القنوات التلفازية لم تكن تحتاج سوى أن تنعى القتلى الإسرائيليين وأن تبتهج بشهداء الجنوب، ساندتهم في ذلك فتاوى التكفيريين «الطائفية»، فأصبح الليبراليون العرب ببساطة «تكفيريين جدد».
النائب البريطاني هاجم المذيعة التي أجرت معه الحوار واتهمها بأنها مصابة بالعمى، وأن ذاكرتها ممسوحة ولا تتجاوز الأسبوعين من الحوادث، وكذلك كان بعض الإعلاميين العرب، كانت قراءتهم منهكة في استرضاء رأس المال الفاعل في الإعلام العربي.
لم يكن من الضروري أن تخرج هذه النظم الإعلامية بإعلام حربي كالذي مارسته «الجزيرة الفضائية» إلا أنها كانت مطالبة - في أقل تقدير - بشيء من الاحترام الواجب لمشاهديها.
كان غالوي واضحاً في امتعاضه من أسئلة المذيعة كما كان المتابع يشعر بحال من الغثيان مما كتبه وبثه البعض هنا وهناك... على أن أوان الاعتذار قد مضى... ولكم اليوم في «ورطة» قوى 14 آذار أسوة حسنة
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1440 - الثلثاء 15 أغسطس 2006م الموافق 20 رجب 1427هـ