العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ

«جديد»... كلمة سر بائسة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

التاريخ: 9 أغسطس / آب 2006... المصدر: «سي ان ان»... الخبر: ننتقل بكم إلى أحد أحياء فيلاديلفيا (الولايات المتحدة الأميركية) حيث الحزن يعم عائلة قتل أحد أبنائها (مايكل ليفين) الذي تطوع للقتال مع «إسرائيل»... مايكل تطوع لخدمة الجيش الإسرائيلي قبل ثلاث سنوات عندما كان عمره 19 سنة وقضى نحبه بسبب إحدى قذائف حزب الله...

على اننا لم نعد نعيش في عالم الاخبار والوقائع والحقائق... فبعد ان سقطت هيبة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، انتقل الاعلام الأميركي - الإسرائيلي للحديث عن «مقاتلين إيرانيين في صفوف حزب الله»، من دون ان يعطينا اسماً ايرانياً واحداً.

هذه ربما بعض مظاهر «الشرق الأوسط الجديد» الذي بشرت به وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، والرئيس الأميركي جورج بوش الابن. ولربما ان «الجديد» أصبح أمراً وراثياً... فجورج بوش الأب تحدث في 1991 عن «نظام عالمي جديد»... وكان جديده حينها مذابح في البوسنة والهرسك وفي افغانستان، وانهيارات في كل مكان، كلها أوضحت أن النظام العالمي الجديد الذي تحدث عنه بوش الأب ليس سوى «فوضى عالمية» تقودها أميركا.

ثم جاء العام 2003 وسمعنا من جورج بوش الابن عبارة «الجديد» مرة أخرى... ففي هذه المرة قال إن هناك أوروبا «القديمة» التي تتصدرها فرنسا والمانيا وانها إلى زوال، أما أوروبا «الجديدة» فهي بلغاريا وبولندا وبريطانيا وغيرها من الدول التي أعلنت انها ستدور في الفلك الأميركي حيثما دار.

في العام 2004، انحرف المسار من «الجديد» إلى «الكبير»، وقال بوش الابن إنه سيؤسس «شرق أوسط كبير» يمتد من المغرب إلى افغانستان، وإن كل هذه الدول سيتوجب عليها اللحاق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتجارة الحرة... وإن قادة وشعوب هذه الدول سيتم تلقينهم معاني الديمقراطية، والتجارة التي يجب ان تكون مفتوحة على «إسرائيل» قبل ان تصبح حرة.

بوش الابن قال للشرق- اوسطيين إنه سيعلمهم الديمقراطية على رغم ان ادارته أجازت التعذيب في غوانتنامو وأبو غريب، وعلى رغم ان ادارته رفضت التصديق على «المحكمة الجنائية الدولية»، ورفضت اتفاقات ازالة الالغام التي تقتل الأبرياء، ورفضت اتفاقات الحفاظ على البيئة من الجشع الاستهلاكي ورفضت تعزيز دور «مجلس حقوق الانسان» الجديد التابع للأمم المتحدة ورفضت إصلاح «مجلس الأمن الدولي» ليكون أكثر تمثيلاً (= أكثر ديمقراطية)، ورفضت الالتزام بالأسس التي تقول إن أي شخص بريء حتى تثبت إدانته، وغدت إدارته تلاحق الناس في كل حدب وصوب على أساس الظن والشك في النوايا...

في العام 2006 اكتشف بوش الابن انه كان عليه ان يردد مصطلح «الجديد» على الشرق الاوسط، وان ينسى «الكبير» وان يعيد إلى الاذهان كل المصائب التي تنطلق بعد ان يتم النطق بكلمة السر «الجديد»... في هذه الحال قامت الإدارة الأميركية بشرعنة العدوان الإسرائيلي على لبنان من أجل تدمير بلد بأكمله، على ان تقوم أميركا بحماية المعتدي معلنة «بدء المخاض» لتأسيس «شرق أوسط جديد

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً