كما كان متوقعاً أصدر مجلس الأمن الدولي فجر أمس قراره المنتظر بشأن لبنان مطالباً بوقف الأعمال الحربية وبانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان «في أسرع وقت ممكن»، الأمر الذي منح رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الفرصة لتحقيق نصر عسكري زائف يحفظ ماء وجهه الذي هدر في تراب جنوب لبنان ويمنحه الفرصة لإعادة الهيبة لجيشه الذي انهزم بفعل المقاومة الباسلة لمقاتلي حزب الله الذين جرعوه الموت والدمار.

اولمرت ومن ورائه الولايات المتحدة وقعوا في شر أعمالهم من خلال شن هذه الحرب التي أرادوا من ورائها تدمير القدرات العسكرية لحزب الله بل ومحاولة اقتلاعه من جذوره لخلق واقع وشرق أوسط جديد على الطريقة الأميركية، لم يكن في حسبان هذه القوى المتجبرة أن قوات حزب الله ستجابههم بتكتيك واستراتيجية عسكرية ستحدث في الجيش الإسرائيلي كل هذه الخسائر في العتاد والأفراد، وعليه فإن اولمرت وفريقه السياسي والعسكري الذي وضع مستقبله السياسي في المحك استغل الفرصة الخبيثة التي منحها له نص القرار (1701) فدفع بجحافل قواته (30 ألفاً جندي) لدحر حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني لكن هيهات لهم.

الجيش الإسرائيلي ظل منذ 32 يوماً يحاول تحقيق نصر سريع على حزب الله وخلط الأوراق السياسية في الداخل اللبناني لكن المعادلة انعكست وصارت لصالح حزب الله لبنانياً وعربياً ودولياً. وعلى اولمرت أن يستعد منذ الآن لترك المسرح السياسي لمن يستحقه إذا وجد في الكيان الغاصب. وعلى من يحلمون بتغيير العالم من بروجهم العاجية أن يعودوا لدراسة التاريخ