العدد 1436 - الجمعة 11 أغسطس 2006م الموافق 16 رجب 1427هـ

البحث عن حل لمصيبة «إسرائيل»

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

هل سيسمح لحزب الله بالخروج من هذه الحرب مرفوع الرأس؟ أي انسحاب مبكر لـ «إسرائيل» سيمثل «مصيبة استراتيجية» ونصر لحزب الله. باختصار، المهم والأكثر إلحاحاً لدى الصحف الأميركية اليمينية هو منح «إسرائيل» بالسياسة ما لم تستطع أن تحصل عليه بالمواجهة أمام رجال المقاومة اللبنانية البواسل. أما رهان فرنسا وأميركا فهو على «الديمقراطية اللبنانية» لحل أزمة «إسرائيل» في الميدان! هكذا بوضوح وبصراحة ينحو هؤلاء لرفد الجهود الدبلوماسية بل الضغوط التي تمارسها أميركا لاستصدار قرار من مجلس الأمن لا يحفظ ماء الوجه لـ «إسرائيل» فقط بل يكرم عدوانها من على أعلى منبر دولي في مجلس الأمن.

فقد رأت «واشنطن بوست» ان المهم في أي قرار يصدر عن مجلس الأمن هو عدم إرغام «إسرائيل» على الانسحاب وذلك حتى وصول قوات دولية شددت على أن تكون مدربة بشكل مختلف عن «اليونيفيل». والأهم أن تكون قادرة على الوقوف في وجه حزب الله! لأن وجود فراغ بعد حزب الله سيضمن عودة الصراع مجدداً. ولا تتوقف شروط الصحيفة الأميركية هنا بل تريد لهذه القوات أن تنتشر ليس في الجنوب فحسب بل أيضاً على الحدود السورية مع لبنان، لمنع نقل الأسلحة إلى حزب الله. وإذ أقرت بأن الحل الديبلوماسي قد يبدو صعب المنال، رأت انه ليس مستحيلاً وممكناً مع موافقة جميع الأطراف على المبادئ الأساسية لاتفاق السلام، ورحبت بقرار الحكومة اللبنانية إرسال الجيش إلى الجنوب، فإذا تم التوصل إلى اتفاق عن محتوى وجوهر مشروع القرار الفرنسي - الأميركي، فإن التفاصيل الدبلوماسية الأخرى تصبح غير مهمة، مؤكدة أن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق سيخدم في المقام الأول لبنان أكثر مما سيخدم «إسرائيل»، لماذا؟ لأن حزب الله دأب على العمل كحزب سياسي من داخل الديمقراطية اللبنانية وكجيش مستقل مسلح يفسد تلك الديمقراطية، ومن أجل حرمانه من هذه الأدوار التي تفسد على لبنان ديمقراطيته لا يجب وقف إطلاق النار لأن وقفاً لإطلاق النار يسمح له بالمضي في لعب الدورين بحرية، وتؤكد أن ذلك مع إقرار المشروع الفرنسي الأميركي لن يطول كثيراً.

من جانبها، أبدت «واشنطن تايمز» اشمئزازها من نشاط الإدارة الأميركية في مجلس الأمن لإقرار المشروع الفرنسي - الأميركي، فكيف يمكن للحملة الأميركية الكبرى هزيمة ما أسمتها «الفاشية الإسلامية» والاستفادة من موافقة الدبلوماسية الأميركية على مشروع القرار الفرنسي - الأميركي في مجلس الأمن والذي لاحظت انه سيمنع «إسرائيل» من مواصلة هجماتها ووقف حملتها العسكرية ضد من وصفتها بأنها «شبكة حزب الله الإرهابية»، على رغم أنه لايزال مستمراً بهجماته على «إسرائيل». لافتة إلى ان حزب الله يؤكد أنه لن يلتزم بأي اتفاق وقف لإطلاق النار ما لم تنسحب القوات الإسرائيلية من لبنان، متوقعة أن يحصل هذا في الوقت القريب لا لشيء إلا لأن الإسرائيليين لم يتحولوا فجأة إلى انتحاريين وساذجين.

وأكدت أن لبنان هو آخر بلد في العالم ترغب القوات الإسرائلية في احتلاله، ولكن الجميع يدرك أن أي انسحاب مبكر لـ «إسرائيل» سيمثل «مصيبة استراتيجية» ونصراً لحزب الله وطهران.

وأملت «كريستيان ساينس مونيتور» على الحكومة اللبنانية ما يتوجب عليها لمواجهة هذه الأزمة عبر اتخاذ خيارات صعبة، فالمشروع الفرنسي الأميركي يطالب بوقف الاعتداءات وإيصال المساعدات الإنسانية فوراً، وكلاهما يحتاج لهما لبنان بشدة في هذا الوقت. ومن أجل تحقيق هذين الأمرين يتوجب على لبنان أيضاً القبول ببقاء القوات الإسرائيلية على الشريط الحدودي لحين وصول قوات دولية، للسيطرة على المنطقة وخروج قوات حزب الله من معاقله في الجنوب الذي بغالبيته يقطنه الشيعة.

ووصلت الصحيفة إلى بيت القصيد، وهو باختصار قبول القيادات اللبنانية خوض مفاوضات مباشرة مع «إسرائيل» للاتفاق على صيغة رسمية لوقف إطلاق النار وتركيز مراقبة دولية للحدود لمنع وصول السلاح والإمدادات لحزب الله من سورية وإيران. أما الأنكى فهو تحريض الحكومة اللبنانية لاتخاذ قرارات صعبة أيضاً بشأن تقرير مصير مزارع شبعا، التي تعود تاريخياً بحسبها لسورية، والتي يتخذها حزب الله ذريعة لقتال «إسرائيل». لذا يجب أن يسمح لبنان لفرنسا، بموافقة الأمم المتحدة، للسيطرة على المنطقة الجنوبية إلى أن يتم السيطرة على حزب الله إلى حين ينشر الجيش اللبناني سيطرته على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

ولفتت أخيراً، في تحريض سافر على نزاع لبناني لبناني، إلى ان فرنسا وأميركا يعولان حالياً كثيراً على «الديمقراطية اللبنانية» للوقوف والدفاع عن نفسها. كاشفة عن «نوعية» اللبنانيين المعول عليهم، وهم أولئك الذين هتفوا وطالبوا وهللوا لانسحاب القوات السورية من لبنان. فهؤلاء يجب أن يجبروا حزب الله على الانصياع للدولة اللبنانية، وألا يتصرف على أنه قوة مستقلة تسعى إلى تدمير «إسرائيل»

العدد 1436 - الجمعة 11 أغسطس 2006م الموافق 16 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً