العدد 1435 - الخميس 10 أغسطس 2006م الموافق 15 رجب 1427هـ

اعترافات إسرائيلية بالقدرات العالية لحزب الله

سمير عواد comments [at] alwasatnews.com

نشرت هنا في برلين مقابلة صحافية مع عريف في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عمل في جنوب لبنان قبل انسحابه منذ ست سنوات، وعاش في مواجهة يومية مع جنود حزب الله. لذلك فهو يعرف قوة مقاتلي الحزب، وأنهم مدربون بشكل جيد ويملكون أسلحة حديثة، لذلك يعتبرهم الجيش الإسرائيلي خصماً عنيداً.

العريف المذكور كان من ضمن آخر جنود الجيش المنسحب من الجنوب في صيف 2000 بقرار اتخذه رئيس الوزراء آنذاك إيهود باراك. وقال إنه ارتاح كثيرا لهذا القرار لأنه كان يرى أن «إسرائيل» لم تكن مستفيدة أبدا من احتلالها مناطق في جنوب لبنان. وأضاف: «كنا هناك ليقتلنا مقاتلو حزب الله». العريف البالغ اليوم 27 سنة، حصل على رتبته العسكرية وهو في التاسعة عشرة، وعاش عامين في نقطة للمراقبة مع عشرة من زملائه، (الجنود الإسرائيليين). وخلال العامين عرف الكثير عن قدرات مقاتلي حزب الله. ويقول إنه حصل على تجارب عدة، فمن يقف في مواجهة الخصم يحصل مع الوقت على انطباع عن طرقه في التحرك ويرصد مدى قوته. من هنا فإنه يكن احتراماً كبيراً لحزب الله، ويعترف أنه «قوي جداً، بل هو أقوى ميليشيا مقاومة في العالم».

واعترف في المقابلة الصحافية أن أكبر صعوبة تواجه «إسرائيل» أن حزب الله خفي، غير ظاهر، فلا أحد يعرف من يكون مقاتلوه، إذ انهم يرتدون بزات عسكرية في الليل فقط، أما في النهار فيرتدون ملابس مدنية. المشكلة الكبرى من وجهة نظر الإسرائيليين أنهم يختلطون بين الشعب. حتى في المواجهة العسكرية الحالية يتمتع مقاتلوا حزب الله بمزايا لا تقدر، فهم يقررون متى يصبحون جنوداً ومتى يصبحون مدنيين.

بحسب تقدير العريف الإسرائيلي، فإن الفارق الوحيد اليوم عن السابق، أن مقاتلي حزب الله تطوروا كثيراً، كما أن الحزب انتشر داخل المجتمع في لبنان، وكوادره موجودون في المدارس، من الحضانة حتى الثانوية العامة. وأشار إلى أن غالبية المدارس توفر التدريب على القتال واستخدام السلاح، وبهذه الطريقة يحصل حزب الله على مقاتلين باستمرار في صفوفه، يتم التحاقهم بمعسكرات تدريب في إيران وسورية، ولهذا فهم مدربون كجنود بشكل جيد.

ويعتقد العريف الاسرائيلي السابق ان عدد المقاتلين الأشداء في حزب الله نحو ثلاثة آلاف مقاتل، ويذهب إلى القول ان «إسرائيل» ساعدت في تقويته، «إذ كنا نعتقد أننا سنطبق على حزب الله حتى يختنق، لكن تصوراتنا كانت خاطئة، فزادت قوة الحزب حتى تمكن من طردنا من لبنان».

ويضيف: «حين أمر باراك بالانسحاب، احتفل حزب الله بهذا القرار كانتصار علينا، وفي الوقت نفسه غير استراتيجيته، وبدلاً من الاكتفاء بطردنا من لبنان حاول ملاحقتنا في كل المنطقة. وخلال السنوات الست التي اعقبت انسحابنا حصل مقاتلو حزب الله على وقت كثير لتسليح أنفسهم بأحدث أنواع السلاح».


اعتراف آخر

وإذا كان الاعتراف السابق لعريف رفض ذكر اسمه، فإن العميد جوسي كوبرفاسر الذي كان حتى وقت قريب رئيساً لقسم المعلومات في استخبارات الجيش الإسرائيلي قال إن حزب الله يملك أسلحة فائقة التقنية. وأبلغ الصحافيين أن حزب الله حصل على أسلحة مطورة من إيران وسورية. وادعى أن طائرات سورية توجهت إلى إيران في ديسمبر/ كانون الأول 2003 حاملة على متنها مساعدات لمنكوبي زلزال مدينة بام، عادت محملة بأحدث الأسلحة بينها صواريخ «زلزال» بعيدة المدى، ونقلت عبر الأراضي السورية إلى حزب الله.

كوبرفاسر اعترف ان الجيش الإسرائيلي يعاني من مشكلة التعرف على مقاتلي حزب الله، الذي يمتلك شبكة من الأنفاق التي حفر بعضها الإسرائيليون خلال وجودهم في لبنان وأعاد الحزب بناءها. وهذا ما يساعد مقاتليه على الظهور فجأة وإطلاق صواريخهم ثم الاختفاء تحت الأرض. يخشى الجنود الإسرائيليون الصواريخ المضادة للدبابات التي يملكها حزب الله. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن قائد دبابة إسرائيلي عاد للتو من لبنان أن هذا أخطر سلاح يستخدم ضد «إسرائيل»، فهذه الصواريخ الروسية الصنع قادرة على إعطاب أفضل دبابة في العالم حتى دبابة «ميركافا» التي كان الإسرائيليون يعتقدون أن الصواريخ المضادة لا تؤذيها!

في العدوان الذي تشنه «إسرائيل» حالياً على لبنان يتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية نتيجة الشراسة التي تبديها المقاومة اللبنانية. فوفقا لما نشر، اعترف الجيش الإسرائيلي حتى الثامن من الشهر الجاري بسقوط 62 جندياً و36 مدنيا. في المقابل تغير «إسرائيل» على أهداف مدنية في لبنان أسفرت عن أكثر من ألف قتيل وخمسمئة جريح وتهجير عشرات الآلاف من بيوتهم. والسؤال: هل نجحت الحسابات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله؟

بعد أربعة أسابيع من الغارات الجوية المكثفة، واستخدام قنابل ثقيلة، وعلى رغم مشاركة القوات البرية فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية أدت إلى زيادة عدد صواريخ حزب الله التي تتساقط بشكل يومي على المستوطنات والمدن الإسرائيلية، بما فيها حيفا، ثالث أكبر المدن في فلسطين المحتلة

العدد 1435 - الخميس 10 أغسطس 2006م الموافق 15 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً