العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ

ولى زمن احتلال الجنوب يا «إسرائيل»

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

تتناول الصحف الفرنسية باهتمام تطورات العدوان الإسرائيلي على لبنان بتداعياته الأمنية والسياسية. وأشار بعضها إلى اشمئزاز اللبنانيين من مشروع القرار الأميركي الفرنسي، وهناك شبه إجماع على ان «إسرائيل» خاسرة في هذه الحرب، وان الزمن الذي كانت فيه تحتل الجنوب اللبناني وتحمي نفسها من نيران حزب الله قد ولى، إذ بإمكان الحزب الآن أن يضرب أهدافاً بعيدة في العمق الإسرائيلي ويواصل حرب عصابات فعالة على الأرض.

أخبار لبنان تصدرت الصفحات الأولى مع صور تعطي انطباعاً عن هول الاعتداءات والمجازر الإسرائيلية المتنقلة. وهناك صرخة لمن يسمونهم «يهود الشتات»، إذ لا يحق لهم أن يصمتوا أمام هذه الكارثة الإنسانية التي تجسدها الحرب الحالية في لبنان. وهناك من لاحظ ان لبنان يعاني الآن من عنف مزدوج يشمل الأسلحة النارية والعبارات الظالمة المستخدمة للتعبير عن الوضع مثل «حق (إسرائيل) في الدفاع عن نفسها»، وفي ظل الخرق الصارخ للقانون الدولي والتجاهل القاتل لمعاهدات جنيف. وعلى المستوى السياسي ملاحظة حول اتصالات إيرانية فرنسية في الملف اللبناني أدرجها البعض في خانة ملء الفراغ الذي يحدثه رفض واشنطن إجراء أية محادثات مع طهران.

«لوموند» كتبت افتتاحية تحت عنوان «لابد من وقف التصعيد»، أشارت إلى ان «إسرائيل» الواثقة من تفوقها العسكري والمتذرعة بأن ما تقوم به في لبنان مجرد ممارسة لحقها في الرد على أسر حزب الله لجندييها، وسعت نطاق هجومها البري في الجنوب وكثفت من قصفها الجوي على امتداد التراب اللبناني.

الصحيفة نبهت إلى انه بعد أسابيع من البيانات الإسرائيلية المليئة بنشوة الانتصار، لا يبدو ان الجهود الإسرائيلية نجحت في تدمير أسلحة حزب الله. وأضافت ان كلا الطرفين لايزال يلجأ إلى منطق التصعيد العسكري. فالحكومة الإسرائيلية تبدو مقتنعة بأنها ستحقق أهدافها مع مرور الوقت في حين يرد حزب الله بتصميمه غير المحدود على مقاومة الإسرائيليين والوصول إلى قلب مدنهم. لكن «لوموند» أكدت انه لا يمكن في مثل هذه الحرب أن يفرض أي من الطرفين انتصاراً عسكرياً حاسماً، مشيرة إلى ان الزمن الذي كانت فيه «إسرائيل» تحتل الجنوب اللبناني وتحمي نفسها من نيران حزب الله قد ولى، إذ بإمكان حزب الله الشيعي الآن أن يضرب أهدافاً بعيدة في العمق الإسرائيلي ويواصل حرب عصابات فعالة على الأرض.

وشددت «لوموند» على ان المؤكد انه سيكون هناك خاسرون في هذه الحرب، أولهم لبنان الذي لم يكد يخرج من الاحتلال الإسرائيلي والسوري ويبدأ مسيرة ديمقراطية حتى باغتته هذه الأزمة. أما الخاسر الثاني فهو «إسرائيل» التي هاجمت بلداً لم يعتد عليها فقتلت المدنيين ودمرت البنى التحتية، ولم تستجب للجهود الدبلوماسية الدولية الرامية إلى «الخروج من الأزمة» وتركت الباب مفتوحاً أمام الحرب ولا شيء غير الحرب. وأكدت في الختام ان هذا الصراع ليس عصياً على السيطرة، وكل ما يحتاجه هو تحرك طرف ثالث في هذه الحال هو المجتمع الدولي لوقف التصعيد وبصورة عاجلة.

في صحيفة «ليبراسيون» عنونت ديما الملاوي (لبنانية مقيمة في فرنسا) مقالها بـ «تقولون اجتياحاً إسرائيلياً ونفهمه احتلالاً»، شددت فيه على انها مثل ملايين اللبنانيين ممزقة نفسياً فيما هي تتابع تدمير بلدها. وأوضحت انها ليست متحمسة لا للتشدد ولا للعنف العسكري، لكن من واجبها أن توضح المعاني الحقيقية للعبارات التي يصف بها الغربيون ما يجري في لبنان. فعندما يقول الغربيون «حرب (إسرائيل) ضد حزب الله» نفهم «حرب (إسرائيل) ضد لبنان»، وعندما يقولون «حق (إسرائيل) في الدفاع عن نفسها» نفهم «حق (إسرائيل) في تدميرنا»، وعندما يقولون «الاجتياح الإسرائيلي» نفهم «الاحتلال الإسرائيلي»، وعندما يقولون تدمير البنى التحتية لحزب الله» نلاحظ «الدمار الشامل لبلدنا».

الملاوي أضافت ان قول الغربيين «اللبنانيون الشيعة» يفهم منه اللبنانيون «كل الطوائف اللبنانية من سنّة وشيعة ودروز ومسيحيين». فلبنان يعاني الآن من عنف مزدوج يشمل الأسلحة النارية والعبارات الظالمة في ظل الخرق الصارخ للقانون الدولي والتجاهل المميت لمعاهدات جنيف، وفي الوقت الذي يتابع فيه أعضاء مجلس الأمن مفاوضاتهم يبقى لبنان هو الضحية.

في «لوموند» أيضا دعت أسنتير بن باسا إلى «وقف المذبحة»، فالحرب القذرة تستمر حاصدة أرواح مئات اللبنانيين فضلاً عن أولئك الذين يفقدون أرواحهم في فلسطين ولا يقال عنهم إلاّ القليل

العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً