قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية أكثر من 1000 لبناني، في وقت طالبت فيه بيروت بوقف سريع للعدوان الإسرائيلي. هذا هو الوضع الدائر والمتكرر في لبنان. يومياً يقتل عشرات الأشخاص، وتنتهك حرمة الإنسانية فيها بشكل مستمر، بينما يقف العالم «الديمقراطي» يشجب ويستنكر ويطالب بوقف الحرب، وذلك كله بالكلام.
فكل الدول - وخصوصاً العربية والإسلامية منها - تقف عاجزة أمام «الديمقراطية» و«العدل» الإسرائيلي الذي حرم كلاً من لبنان وفلسطين أبسط الحقوق الإنسانية التي هي من أساسيات الحياة.
فإلى متى هذا الشجب والاستنكار، وإلى متى نظل نتكلم ونقول؟ فها هو مجلس الأمن اجتمع، ولكن هل من قرار يحد من الأعمال الإجرامية التي أطاحت بعرش الحريات والديمقراطيات وحتى أبسط معاني الإنسانية؟
في هذه الأثناء، ومن بين كل الأصوات التي تشجب وتستنكر نرى بعض الحركات التي تبعث الطمأنينة في القلوب بوجود أرواح ونفوس حية تتحرك وتبني ما هدمه الكيان المتجبر، وتعيد للمقابر الحياة، ففي مطلع الأسبوع أمرت فنزويلا - هذه الدولة الصغيرة المعادية للجبروت والتي تعتبر بعيدة مكاناً ولغة وديناً عن العالم الإسلامي والعربي- بسحب سفيرها في «إسرائيل»، وذلك احتجاجا على «ديمقراطيتها» الإجرامية، كما وهددت كل من سورية وإيران الكيان الصهيوني بالرد في حال توافرت لهم الحجة، مع توافر الوسيلة. كما واصلا دعم اللبنانيين وخصوصاً سورية التي احتضنت النازحين من الشعب المضطهد، وهي تتمنى الشارة لكي تدعمهم عسكريا.
وفي الأرض المدمرة، نرى حزب الله يقاوم ويبذل كل ما في وسعه لحماية أراضيه واستعادة حقه المغصوب بأيد جبروتية، لكنه يقابل من قبل الأصوات المستنكرة بالتهم والرفض ووصفه بالإرهاب.
إلى ذلك، نعود لنقول إلى الأصوات التي تصرخ من دون أن تسمع صراخها، إذا كنت تريدين حرية وحياة هانئة فلا تسكتي على جرم الظلام وتسكتي على حق مغصوب، فالساكت عن الحق شيطان أخرس
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ