نعم! ستحدث الحقيقة التي لا مراء فيها ولا جدال عليها، لو أن جمال حي، لما تجرأ أولئك الأقذار البلهاء في لحظة تاهت خطوتهم على طريق الشيطان وضاع من تحت أقدامهم طريق الرحمن السوي طريق النجاة من العار طريق العزة والكرامة والرفعة والقناعة والكبرياء التي يكرم الله بها عباده الصالحين مثل تلك الصفات الحميدة التي سجلتها مصر صفات مميزة لأبنائها لتفرقهم عن آخرين لا يمكن وصفهم الا بالسقط بين الزعماء عبر عشرات القرون في مسيرة التاريخ المصري كوطن وشعب بمداد من نور...
نعم! إنها الحقيقة التي لا مراء فيها ولا جدال عليها، لو أن عبدالناصر حي لقطع تلك الألسنة البذيئة الكذوبة التي تتجنى على مصر وعلى شعب مصر بقولهم: «إن مصر لن تدخل في حرب ضد (إسرائيل) من أجل لبنان ولا يستبعد في انعكاس القول لدى أولئك المتجنين على مصر وعلى شعب مصر من أن يتحمل ضمير مثل أولئك السقط من البشر ان يدفعوا بمصر لادخالها في حرب بجانب (إسرائيل) ضد لبنان وغيرها من دول عربية، على أن أولئك السذج قد بلغت بهم السذاجة حدا اسقطهتم في متاهات العجز وافقدتهم القدرة على أن يتعظوا بحوادث التاريخ ويستلهموا ان الشعب المصري في اللحظة الفاصلة التي تحددها ركعة النيران يتحول عن بكرة أبيه إلى جنس من البشر الاسلامبولي ويقدم من دون خوف أو وجل بدافع من مبادئ إيمان إلهي ترسخت في وجدانه وسرت في عروقه وفاضت بها شرايينه ويكون قد قرر ان يمسح العار الذي ألحقه سادات (السينماء) بمصر وبشعب مصر، بشطحته المنفلتة بزيارته الانهزامية للقدس في التاسع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 1977 وبهذه الزيارة الشؤوم على عموم الأمة العربية وانعكاساتها التي أدت إلى تمزيق وحدة الأمة العربية، وتحويله انتصارات حرب رمضان الباهرة إلى هزيمة، قال قادة (إسرائيل) في تهكم إنه الكيلو الخامس الذي اجبر الجيش المصري على الاستسلام فيما الحقيقة تكمن في قبول السادات الانذار الأميركي بعدم التعرض للمفرزة الإسرائيلية التي عبرت القنال ودخلت منطقة الدفرسوار التي يدرك الرئيس الأميركي أنها ستكون مقبرة المفرزة الإسرائيلية التي دخلت الدفرسوار لأن قادة الجيش المصري قد وضعوا مخططاتهم للقضاء على ذلك الاختراق ولكن السادات أمر بوقف اطلاق النار وخان سورية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحرير هضبة الجولان».
على أنه في ظل كذا نوع من زعماء كراسي يتساقطون يرون
ان الموت أفضل يا همام
من فقد كرسي الرئاسة
فإنه لم يبق للشعوب العربية من خيار سوى إلقاء مثل هؤلاء الزعماء الراكعين الواضعين رؤوسهم عند أقدامهم سجوداً أمام سعادة المستعمر الأميركي والصهيوني من خيار سوى حزم أمرهم وتطليق هؤلاء الزعماء وإلقائهم في براميل النفايات، إذا ما صدقوا في مواجهة المؤامرات الأميركية الصهيونية الهادفة الى تمزيق عالمنا العربي على أساس ما بشرت به كوندوليزا البومة المشؤومة، في محاولة منها لتسجيل سبق تؤكد من خلاله أنها عريقة في خبايا التآمر ودهاليزه الخفية، ليتبعها الجنرال الأميركي المتقاعد بنشره خريطة لمنطقة الشرق الأوسط الجديد، وهي خريطة تحمل من البشاعة بما لا يقاس به مع بشاعة ابتسامة كوندوليزا التي واضح أنه في ترويجها لشرق أوسطي جديد انما هي تحاول تثبيت فقاعاتها وفقاعات حكومتها التي تدل توجهاتها على حال من الحالات المرضية النفسية التي يتعرض لها الإنسان لا محالة عندما يسقط في دوامة الميتافيزقيا من مثل تلك النبوءات التي سجلها اليمين المسيحي الرجعي وحشر بها عقول رؤساء الولايات المتحدة وعموم السذج من الشعب الأميركي، ذلك أن خريطة شرق أوسطه الجديد ليست إلا حالاً من حالات أحلام اليقظة التي يعيشها المصابون بالأمراض النفسية، التي يلجأون إليها لينفسوا عن احتقاناتهم النفسية، إذ إن المريض النفسي يشعر بفقدانه الثقة في نفسه في كل ما يفعله ويقوله وبما به يتصرف، وفي اختصارنا التحليل تلك الظواهر، فإن ذلك الانسان يشعر بأنه كائن منبوذ في مجتمعه لسبب يدركه ولكنه لا يملك الشجاعة على التصريح به وكشفه أمام الملأ ليتخلص منه.
على أن هذه الحالات المرضية لا تقتصر إصابتها على الفرد بل تمتد إلى المجتمعات البشرية عندما تصاب بداء العظمة ويقتصر تطورها الحضاري في مسيرة التاريخ على جزئية من الجزئيات التي لابد أن تأخذ قدرها من الارتقاء والتطور في مسيرة المجتمعات البشرية بما يتفق وتحقيق التكامل والتعاون بين البشر في مختلف المجالات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وإن أي فشل في تحقيق التطور الحضاري في تحقيق تلك الجزئيات واقتصارها على جانب واحد والتركيز على ذلك الجانب، وخصوصاً، إذا ما كان ذلك الجانب عسكرياً، والتركيز على هذا الجانب بصورة مميزة، فإن هذا يؤدي بذلك المجتمع إلى التطور تطوراً حيوانياً غبياً افتراسياً، تماماً كما هو عليه الحال بالنسبة إلى الدول الغربية، وكذلك أميركا و«اسرائيل».
ففي رصدنا لحوادث التاريخ في مسيرة تطوراتها، وانقلاباتها المفصلية، وقولاتها في بناء الحضارات الانسانية، وبالوقوف عند محاولات أميركا فرض سيطرتها على أمم العالم، نرى أن اميركا حاول فرض هذا الأمر شأنها شأن الدول الغربية فيما فشلوا في اكتسابه من خلال التطور الحضاري المبني على الأخلاق واحترام الانسانية، وإن أكبر وأوضح دلالة تؤكد هذه الحقيقة هي فشل دول الغرب في خلق علاقات انسانية مع شعوب مستعمراتهم وكل ما نجحوا فيه هو خلق لصوصية ونهب لخيرات شعوب تلك المستعمرات، وفي حال اميركا فشلها في خلق علاقات انسانية مع شعوب اميركا من الهنود الحمر وغاية ما فعلوه هو إبادتهم وإفناؤهم، مما لا مجال معه سوى أن نطلق على اميركا المستوطنين بأنهم سقط البشرية في مسيرة الحضارة الانسانية، وأنهم واليهود أعداء الانسانية واصدقاء الحيوانات المتصفين بالبربرية شأنهم شأن في الهمجية وهو ما عبر عنه أنور عبدالرحمن في رسالته الموجهة إلى بوش والتي أرى أنه لا يستحق منها حتى كلمة واحدة لما سجلته الرسالة من اخلاق انسانية ورقي حضاري في التخاطب فيما العكس يبرز بوضوح في من وجهت اليه. ويبقى أن نقول للمتساقطين من بعض زعماء العالم العربي: كفى خداعاً يا زعماء التضليل والكذب والنفاق، وإنه مثلما انكم على اشكالكم تقعون فإن الشعوب بدورها وقد سئمتكم على اشكالها تقع
إقرأ أيضا لـ "محمد جابر الصباح"العدد 1433 - الثلثاء 08 أغسطس 2006م الموافق 13 رجب 1427هـ