كثفت «إسرائيل» من غاراتها الجوية أمس ما أسفر عن مقتل 31 مدنيا لبنانيا وذلك غداة مقتل 12 جنديا من قواتها في قصف صاروخي لحزب الله. ونجا 65 شخصا من الموت عندما تعرض ملجأ في قرية حولا لأحد تلك الغارات التي نجم عنها مقتل مسن وإصابة سيدة.
وارتفعت حصيلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بلدة الغازية شرق صيدا إلى ما لا يقل عن 14 مدنيا كما أفادت الشرطة. وأوضحت أن «14 مدنيا من بينهم نساء وأطفال قتلوا في الغارات تم انتشال جثثهم من انقاض ثلاثة مبان وفيلا قيد الإنشاء دمرتها الغارات». وأكدت مصادر الدفاع المدني أن عناصرها ما زالوا يتكلمون مع أحياء تحت الانقاض. وأوضحت أنهم تكلموا مع امرأة تحت الانقاض تدعى سحر أبلغتهم بوجود جثة رجل وطفل قربها. وكانت حصيلة أولى للشرطة أفادت عن وقوع قتيلين على الأقل وعن وجود أكثر من عشرة أشخاص تحت الانقاض.
وفي اتصالات هاتفية، أكد عدد من الأهالي يعملون على البحث بين الانقاض أن ما لا يقل عن عشرة أشخاص موجودون تحت انقاض المبنى من دون أن يتمكنوا من الإفادة عما إذا كانوا لا يزالون أحياء. وأشار الأهالي إلى أن صاحب المبنى كان في منزله مع أقرباء له وجيران عندما وقعت الغارة.
وقتل أيضا خمسة مدنيين على الأقل عندما انهار مجمع من ثلاثة مبان عند المدخل الشمالي لمدينة صور الساحلية جراء غارتين إسرائيليتين، كما أكد مسعفون كانوا في موقع الانهيار. ويقع المجمع السكني في محيط المنطقة التي قامت قوة كومنادوز إسرائيلية بعملية إنزال فيها السبت الماضي. كما قتل سبعة أشخاص في الغسانية جنوب صيدا بعد أن دمرت غارة إسرائيلية جزئيا احد المباني. وفي كفر تبنيت جنوب شرق النبطية قتل أربعة مدنيين تحت انقاض منزلهم الذي دمره قصف جوي إسرائيلي. كما قتلت امرأة وابنها في الكفور غرب النبطية. وعلى صعيد متصل، ذكرت الشرطة اللبنانية الاثنين أن طائرة مروحية إسرائيلية أنزلت نحو 30 جنديا من قوات المظلات على تل يشرف على رأس البياضة جنوب صور. وأضافت الشرطة أن الجنود الإسرائيليين اشتبكوا في قتال عنيف مع مقاتلي حزب الله في المنطقة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن فرق الإنقاذ اللبنانية تمكنت من الوصول إلى حولا إذ عثرت على 65 مواطنا بينهم 35 طفلا أحياء داخل ملجأ تحت انقاض منزل مدمر ونقلتهم إلى مكان آخر.
وأضافت الوكالة أن صرخات استغاثة سمعت من ركام منزل آخر وتعمل فرق الإنقاذ حاليا على محاولة إخراجهم. كما عثرت فرق الإنقاذ على جثة مواطن في السبعين من عمره استشهد على الطريق وعلى سيدة أخرى مصابة.
وأكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن «قتيلاً واحداً سقط في حولا» بعد أن تم انتشال العشرات أحياء وذلك بعد أن أشار سابقا إلى سقوط «أكثر من 40 شهيدا» في «مجزرة إسرائيلية متعمدة» خلال كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر وزراء الخارجية العرب.
وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن الطيران الإسرائيلي دمر في بادئ الأمر منزلا بالقرية كان يختبئ به 17 شخصا. ثم وقعت نحو ست غارات في وقت لاحق مستهدفة أربعة منازل قريبة يعيش فيها نحو 40 شخصا. وقالت مصادر أمنية إن عمال الإنقاذ لم يتمكنوا من الوصول للموقع على الفور بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل للمنطقة. وكان مقاتلو حزب الله قد هاجموا القوات الإسرائيلية قرب القرية في وقت سابق ما أسفر عن إصابة خمسة جنود.
من ناحيتها أكدت المقاومة الإسلامية، ذراع حزب الله العسكرية، في بيانات أنها تصدت لعدة محاولات تسلل إسرائيلية إلى حولا وان مواجهات عنيفة تدور. كما أشارت إلى مقتل أربعة جنود اسرائيليين في هذه المواجهات وهو ما نفاه ناطق عسكري إسرائيلي.
وأعلنت المقاومة الإسلامية، الاثنين أن اثنين من مقاتليها قتلا ما يرفع إلى 53 عدد المقاتلين الذين أعلن الحزب مقتلهم منذ بدء الهجوم الإسرائيلي الواسع. ونعت المقاومة في بيان «الشهداء» الاثنين وذكرت اسميهما من دون أن تذكر تاريخ أو مكان سقوطهما.
من جانبها، نفت مصادر أمنية فلسطينية في مدينة طولكرم بشمال الضفة الغربية أن يكون صوت انفجار وقع شمال المدينة نتيجة سقوط صاروخ كاتيوشا أطلقه مقاتلو حزب الله من جنوب لبنان.
وكان شهود فلسطينيون أفادوا في وقت سابق بأن صاروخ كاتيوشا أطلقه مقاتلو حزب الله سقط بين بلدتي عتيل وزيتا شمال طولكرم. إلى ذلك، قال وزير الصحة اللبناني محمد خليفة إن الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 27 يوما أدى إلى مقتل 925 شخصا وفقد 75 اعتبروا في عداد القتلى. وقالت مصادر أمنية إن الطائرات الإسرائيلية ضربت آخر معبر ساحلي على نهر الليطاني بين صيدا وصور ما يقطع الشريان الرئيسي لإمدادات المعونة للمدنيين في الجنوب.
وقالت منظمة معونة دولية إن «إسرائيل» لا توفر ضمانات أمنية ما يعوق قدرتها على تقديم المعونة جنوبي الليطاني. وقالت شخصيات في الأمم المتحدة انه مازال هناك 22 ألف شخص في المنطقة وهو ما يقل عن خمس السكان قبل الحرب. وقال مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود كريستوفر ستوكز: «طريق الإمداد الأخير لدينا إلى صور جرى قطعه». وأضاف «قال الإسرائيليون انه ليس بمقدورهم أن يقدموا ضمانا امنيا بأن قافلتنا لن تهاجم ولذلك إذا تحركنا سيكون ذلك على مسئوليتنا ومخاطرتنا»
العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ