يشكك الخبراء إلى حد بعيد في فرص التوصل من خلال قرار ينص على وقف الأعمال العدائية في لبنان ويتوقع أن يصادق عليه مجلس الأمن الدولي في غضون أيام قليلة على قرار، إلى وقف فعلي للعنف على الأرض. وأعلنت فرنسا والولايات المتحدة السبت التوصل إلى اتفاق على مشروع قرار على أن يتم التصويت قريبا جدا على نص يهدف إلى وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بين «إسرائيل» وحزب الله اللبناني. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش «سعيد» لمشروع القرار بالرغم من تشكيكه في فرص وقف المعارك بسهولة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو «لا اعتقد أن لدى الرئيس أدنى أوهام بشأن ما ينتظرنا».
وعلى الصعيد الميداني، تكثفت المعارك إذ جدد الجيش الإسرائيلي غاراته على جنوب لبنان وطاولت صواريخ حزب الله مواقع ابعد في عمق الأراضي الإسرائيلية. ورأى المحللون أن قدرة حزب الله على مواصلة هجماته بالرغم من القصف الإسرائيلي ومن عزم «إسرائيل» على تطهير جنوب لبنان من مقاتليه، يقلل من احتمال التزام الطرفين بوقف إطلاق نار.
وقال الخبير في معهد بروكينغز في واشنطن شبلي تلحمي «اعتقد أن الأسرة الدولية فقدت السيطرة على العملية الدبلوماسية».
وأوضح «قبل عشرة أيام كان الشرق الأوسط جاهزا لمبادرة دولية ولو اصدر مجلس الأمن قرارا اعتقد أن فرص تطبيقه لكانت جيدة بصورة عامة (...) لكن الأمور مضت بعيدا جدا الآن إذ لم اعد اعتقد أن طرفي النزاع سينظران إلى الأمم المتحدة بجدية».
وحذر قادة حزب الله الذين تعزز موقعهم بفعل صمود مقاتليهم أمام الجيش الإسرائيلي الأسبوع الجاري من أنهم سيرفضون أي وقف لإطلاق النار يبقي أي جنود إسرائيليين داخل الأراضي اللبنانية.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن قواته ستحتل منطقة عازلة في جنوب لبنان إلى أن تنتشر قوة دولية مفوضة من الأمم المتحدة، الأمر الذي قد يستغرق أشهراً بحسب التوقعات الأكثر تفاؤلا.
وكانت الولايات المتحدة تريد إدراج نشر القوة الدولية في قرار دولي بشأن وقف إطلاق النار غير أنها اضطرت إلى تبديل موقفها أخيرا نزولا عند ضغوط الأوروبيين وبعض الدول العربية الساعية إلى وقف سريع للمعارك. غير أن الخبراء في شئون المنطقة شككوا في إمكان تطبيق اتفاق هدنة ولو مؤقتا يترك مقاتلي حزب الله والإسرائيليين وجها لوجه في جنوب لبنان. وقال تلحمي «حتى لو بقي الإسرائيليون نصف كيلومتر فقط داخل الأراضي اللبنانية، اعتقد أن حزب الله لن يقبل بذلك وسنواجه حربا برية حتى بوجود وقف لإطلاق النار».
وحذرت الخبيرة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ليندا جاميسون من أن أية محاولة لإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان ستنطوي على مخاطر كبيرة. وشككت الخبيرة في احتمال أن يتمكن أعضاء مجلس الأمن ولو في ظل قرار دولي من تخطي العقبات من اجل نشر قوة سلام ميدانيا. وقالت «من الصعب جدا إرسال بعثة على الأرض سواء على صعيد الجدول الزمني أو تعبئة القوات أو شروط انتشارهم والأسرة الدولية ما زالت بعيدة جدا عن ذلك». وأشارت إلى انه «لا يظهر أي بلد في الوقت الحاضر قادرا فعليا على تولي قيادة العمليات». وعبر تلحمي عن الشكوك ذاتها. وقال «سيكون لدينا قرار لكنني لا اعتقد انه سيسفر عن النتائج المرجوة»
العدد 1431 - الأحد 06 أغسطس 2006م الموافق 11 رجب 1427هـ