بالأمس كانت مجزرة «قانا» إذ لجأ 63 شخصا إلى قبو مبنى قديم فباغتهم قصف الطائرات الإسرائيلية فتمكن 22 منهم من النجاة وسقط 28 قتيلاً من بينهم 16 طفلا. وانتشلت من تحت الركام أشلاء 28 جثة من بينها 16 جثة طفل و9 جرحى ولايزال مصير 13 منهم طي الأرض.
فيأتي الرد الإسرائيلي كالعادة في تبريره لوحشيته بأنه مجرد «خطأ عسكري» غير مقصود وأن المسئولية يتحملها حزب الله لكونه يتحصن بين المدنيين كما يزعم. بينما يؤكد عمال الإنقاذ أنهم لم يعثروا على ما يشير لتواجد مقاتلي حزب الله داخل المبنى أو بالقرب منه.
ثم تأتي مجزرة» القاع» التي راح ضحيتها 33 عاملا زراعيا وأهلهم إضافة إلى 20 جريحاً كانوا يعملون في الحقول في هذه البلدة التي لا تفصلها عن الحدود السورية سوى بضع كيلومترات. وتتضح فظاعة الجرم هذا حينما تؤكد المصادر أن من بين القتلى خمس نساء اثنتان مسنتان وثلاث فتيات بالإضافة إلى ثلاث نساء جريحات كن يساعدن رجالهن في قطف الفواكه.
وأحد الناجين من المجزرة يروي أنه كان يقطف الفواكه أثناء القصف فيما كان رفاقه يتناولون الغداء فسقطت عليهم صواريخ الطائرات لتمزق أجسادهم إلى أشلاء.
نعم لقد أصبح من اليقين ومن دون نقاش أن السمة البارزة في الخطاب الإسرائيلي هي الكذب، فلا يخلو أي تصريح لهم من هذه الصفة التي توارثوها جيلاً بعد جيل، فقبل أيام قالوا إنهم استطاعوا شل ثلثي قدرة حزب الله الصاروخية. ولم تنقض 48 ساعات فيمطر حزب الله سماءهم بوابل 300 صاروخ كأكبر حصيلة منذ بدء العدوان، ولا تمضي أيام حتى يخرجوا علينا بحادثة الإنزال الكبرى في بعلبك وأنهم اعتقلوا 5 من مقاتلي حزب الله ثم تنكشف مجددا فحوى هذه الكذبة. وهاهم يستمرون بشكل يومي يقولون ثم ينفون وينفون ثم يقرون. فهل يوجد عاقل في هذا العصر يصدق «إسرائيل» ؟
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1430 - السبت 05 أغسطس 2006م الموافق 10 رجب 1427هـ