قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن خلافاً حصل بين رئيس الوزراء أيهود أولمرت ووزير الحرب عمير بيرتس بشأن حجم الحملة العسكرية الإسرائيلية البرية في جنوب لبنان. وكان بيرتس أمر الجيش الإسرائيلي أمس الأول أن يستعد لاحتلال كل المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.

وأفادت صحيفة «هارتس» أمس أن أولمرت ليس متحمساً لاقتراح بيرتس باحتلال منطقة بعمق 20 كيلومتر في جنوب لبنان حتى نهر الليطاني.ورأى أولمرت أن احتلال هذه المنطقة لن يؤدي إلى وقف إطلاق حزب الله للصواريخ الطويلة والمتوسطة المدى باتجاه «إسرائيل». وكان الجيش الإسرائيلي عرض أمام الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشئون الأمنية والسياسية لدى اجتماعها الاثنين الماضي خطتين، واحدة لاجتياح واسع في جنوب لبنان كالذي يطالب بيرتس بتنفيذه الآن وأخرى لتنفيذ عمليات برية محدودة كالتي يتم تنفيذها الآن. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله إن غالبية الوزراء وبينهم بيرتس أيدوا الخطة القاضية بتنفيذ عمليات محدودة.

ومن جهته، أبدى وزير النقل الإسرائيلي مئير شتريت معارضته الشديدة لتوسيع رقعة العمليات البرية. وزعم شتريت - في تصريح خاص لراديو «إسرائيل» - إن الحملة العسكرية الجارية حققت أهدافها و أنه يجب حالياً السعي إلى تسوية سياسية قابلة للتنفيذ، مضيفاً أن توقعات البعض في توجيه ضربة قاضية لحزب الله كانت غير واقعية.

ومن جانبه، حذر ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي من أن «إسرائيل» آخذة بالتورط في «الوحل اللبناني». ونقلت عنه صحيفة «هارتس» قوله «ربما سنعود إلى البيت في فترة الأعياد ولا أعرف إذا كان هذا تنبؤ متفائلاً أم متشائماً».

كما تحدثت صحيفة «يديعوت إحرونوت» أمس عن خلافات حادة داخل قيادة أركان الجيش الإسرائيلي منذ بداية النزاع في لبنان بشان الاستراتيجية التي يجب انتهاجها إزاء حزب الله. وقالت الصحيفة إن «الإشاعات» تتحدث عن إقصاء قائد منطقة شمال «إسرائيل» عودي آدم المكلف مبدئياً الجبهة اللبنانية، من قيادة المعركة. وأضافت الصحيفة كذلك أن قائد الفرقة المنتشرة عند الحدود غابي هيرش أقيل عملياً من مهماته. وأكدت الصحيفة أيضاً أن قيادة المعركة حالياً بين أيدي الجنرال في الاحتياط مستشار وزير الدفاع غابي اشكينازي وكذلك مساعد رئيس الأركان موشي كابلينسكي. وقالت إن رئيس أركان الجيش الجنرال دان حالوتس ذاته بات مهمشاً من قبل بيريتس