أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس دعم بلاده لحزب الله ولأي اتفاق تجمع عليه الأطراف اللبنانية لحل الأزمة، متحفظاً ضمنياً على خطة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
ورداً على سؤال بشأن موقف بلاده من خطة النقاط السبع التي قدمها السنيورة اكتفى متقي خلال مؤتمر صحافي عقده اثر انتهاء لقاءاته بالمسئولين اللبنانيين بالقول «ندعم كل مشروع تجمع عليه جميع الأطراف اللبنانية من اجل تحديد الإطار والشروط المتعلقة بإنهاء هذه الأزمة لأن الإجماع هو أفضل حل لهذه الأزمة».
وقال «نعتقد انه يجب تقسيم بنود المشروعات إلى قسمين: في القسم الأول تدرج البنود التي يمكن أن يتحقق الإجماع عليها وتتضمن وقف العدوان فورا مع أي عنصر أو بند آخر يتم الإجماع الفوري عليه، ويضم القسم الثاني العناصر الأخرى التي تتطلب مفاوضات أكثر». وأضاف «يمكن عبر هذا التقسيم التوصل إلى وضع حل أو آلية لإنهاء هذا العدوان».
واكتفى وزير الخارجية الإيراني بالإشادة بموقف السنيورة من تحميل «إسرائيل» مسئولية العدوان متجنباً التطرق إلى البنود الأخرى الواردة في الخطة. وقال «ندعم موقف الرئيس السنيورة في اعتباره أن الكيان الصهيوني هو المسئول عن كل الجرائم التي ارتكبت والخسائر التي يتحملها لبنان والمتابعة القانونية لدى المراجع الدولية في هذه الجرائم ومعاقبة هذا الكيان وكل المسئولين عن ارتكاب المجازر ضد الإنسانية».
وأكد متقي انه لم «يقدم أي مشروع خاص خلال اجتماعه بالمسئولين اللبنانيين أو مع وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي». واكتفى بالقول «إن الطريقة المناسبة لإنهاء الأزمة ومنع الأهداف الخبيثة التي لم يستطع الكيان الصهيوني تحقيقها هي أن نحول دون قيام حماة هذا الكيان بتحقيقها عبر العملية السياسية».
وكان متقي اجتمع مساء أمس الأول في بيروت بوزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي. وقال «طرحت الإطار الذي عرضته أمامكم على الوزير الفرنسي. اقترحت عليه أن يتم تقسيم المشروع (الفرنسي) إلى قسمين القسم الذي عليه إجماع والقسم الآخر الذي يحتاج إلى تفاوض اكبر». وأضاف «اعترف هو (دوست بلازي) شخصياً أن بعض البنود تحتاج إلى مفاوضات أكبر».
يذكر أن مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية دوني سيمونو اكتفى أمس بالإعلان أن المباحثات بين الوزيرين كانت تهدف إلى «تبيان كيف يمكن لإيران أن تساهم في وقف التصعيد في النزاع».
كما التقى متقي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. واستمر الاجتماع بين بري ومتقى نحو ساعة وربع الساعة، وامتنع وزير الخارجية الإيراني بعده عن الإدلاء بأي تصريح.
وهاجم وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة والأمم المتحدة وجدد دعمه لحزب الله لدى لقائه الرئيس اللبناني اميل لحود.
وقال متقي: «نعتقد أن حماة الكيان الصهيوني الذين يقدمون له الدعم هم شركاء في هذه الجرائم الوحشية التي ارتكبها هذا الكيان ضد الأبرياء والنساء والأطفال».
وأعرب عن الأسف «لتقاعس الأمم المتحدة التي لم تستطع أن تحقق شيئاً لدعم الشعب اللبناني خلال الأسابيع الثلاثة الماضية منذ بدء هذا العدوان» مضيفاً أن «مجلس الأمن اثبت عدم جدارته وفعاليته في هذا العدوان». وتابع متقي قائلاً «إلا أن ما يبعث على الفخر والاعتزاز هو الموقف الموحد لجميع الشعوب في العالمين الإسلامي والمسيحي وفي كل دول العالم». وأضاف الوزير الإيراني أن لحود قال له إن «الكيان الصهيوني فشل فشلاً كاملاً من الناحية العسكرية في هذه المرحلة من اعتداءاته».
وأعلن متقي أن إيران «قدمت اقتراحاً بشأن عقد قمة مصغرة في ماليزيا» لم يحدد من سيشارك فيها وذلك على هامش اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي الذي يعقد غداً في كوالالمبور. وقال «نأمل أن تقوم الدول الإسلامية المشاركة في هذا المؤتمر باتخاذ قرارات لإنهاء هذا العدوان» من دون أن يعطي تفاصيل إضافية.
وفي بروكسل، أكد دبلوماسيون أن الاتحاد الأوروبي فشل في التوصل إلى اتفاق على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في الشرق الأوسط، مفضلاً الدعوة إلى «وقف فوري للأعمال الحربية».
وقالت المصادر إن الرئاسة الفنلندية للاتحاد الأوروبي اقترحت على وزراء خارجية الاتحاد الدعوة إلى «وقف فوري لإطلاق النار» لكن بعض العواصم رفضت هذه العبارة، وخصوصاً لندن وبرلين ولاهاي.
وأخيراً اتفق الوزراء الـ 25 على عبارة اقترحتها لوكسمبورغ وتدعو إلى «وقف فوري للأعمال الحربية من جميع الأطراف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار».
من جانب آخر، قال الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا أمس إن وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس يصل اليوم أو غداً إلى سورية موفداً من الاتحاد الأوروبي للبحث في تطورات الوضع في لبنان.
وأوضح سولانا في مؤتمر صحافي بعد اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل «سيتوجه موراتينوس إلى دمشق غداً أو بعد غد وسيمثلنا هناك»
العدد 1426 - الثلثاء 01 أغسطس 2006م الموافق 06 رجب 1427هـ