فشل مجلس الأمن في التوصل لقرار يدين المجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش العدو الإسرائيلي في بلدة قانا أمس الأول واكتفى بالتعبير عن أسفه على استحياء. ويعد هذا متوقعاً مع إصرار الولايات المتحدة عدم إصدار قرار من قبل مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في المعارك الدائرة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي التي أوقعت الكثير من الضحايا المدنيين.

وتهدف الولايات المتحدة من كل ذلك منح «إسرائيل» فرصة القضاء على قوات حزب الله اللبناني ما يتيح لها فرصة خلق واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط يمنحها فرصة تحقيق المزيد من المآرب الأخرى، لكن يبدو أن الرياح لا تأتي كما تشتهي واشنطن.

سير المعارك في الأرض تظهر بجلاء تفوق رجال المقاومة الإسلامية لحزب الله في إيقاع العدو في الوحل وتكبيده خسائر كبيرة في الأرواح، كما نجح المقاومون في إحداث خسائر في سلاح البحرية الإسرائيلية وأطلقوا صواريخ جديدة ومطورة قصفت حيفا وما بعد حيفا كما توعدها بذلك الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله.

النجاح والصمود الذي يبديه حزب الله وارتكاب العدو الغاشم للمجازر وقصفه الأحياء السكنية خلق حال جذب وتأييد لمواقف حزب الله في الداخل اللبناني على المستوى الشعبي والرسمي وهو طبعاً يأتي عكس ما كانت تتمنى وتتوقع الولايات المتحدة التي تخوض «إسرائيل» هذه الحرب القذرة بالإنابة عنها كما يبدو.

التأييد لحزب الله تجاوز أرض لبنان وامتد لكل بقاع الأرض التي اهتزت تحت أقدام المتظاهرين الذين يعبرون عن احتجاجهم على الحرب وعلى سياسة الولايات المتحدة. وفي المقابل يتراجع التأييد ويتزايد السخط على مواقف الذين حاولوا تبرير الرد الإسرائيلي على خطف جنديين ما يعني أن البيع خسر وان واشنطن لم ولن تجني من سياستها واستراتيجيتها المتهورة سوى البوار